فرج كُندي
– اجتماعات الجمعية التأسيسية
عقدت الجمعية التأسيسية أول اجتماع لها في طرابلس يوم 25 نوفمبر 1950 ميلادي، وكان موضوع الاجتماع هو النقاش بشأن شكل الحكم الذي كان الاتجاه فيه يسير نحو تبنّي نظام الحكم الملكي، ومبايعة الأمير (الملك) محمد إدريس السنوسي مَلكًا عَلَى ليبيا وهو ما تم التعبير عنه منذ وصول اللجنة الرباعية، وهذا الاتجاه كان يحظى بتأييد شعبي كبير مع وجود تحفّظ لدى بعض التيارات التي كانت ترى تقديم الحصول على الاستقلال ثم اختيار شكل نظام الحكم.
ورغم وجود بعض التباين في وجهات النظر لدى بعض الأعضاء الممثلين للأقاليم الثلاثة: طرابلس – برقة – فزان؛ فإن أعضاء اللجنة من رؤساء الوفود والأعيان خرجوا باتفاق تاريخي على أن يكون النظام المقبل -ملكيا دستوريًا اتحاديا- في مكتب مفتي ليبيا، ولكيلا يحدث أي اعتراض أثناء انعقاد الجلسة الرسمية للجمعية التأسيسية للمقترح، جرى الاتفاق على أن يقوم رئيس وفد فزان بتقديم الاقتراح للتخفيف من اعتراض بعض أعضاء وفد طرابلس على نظام الحكم وإبعاد شُبَه تحيّز ممثلي إقليم برقة للسيد إدريس السنوسي.
وبالفعل عند بداية جلسة الجمعية التأسيسية يوم 2 ديسمبر 1950 ميلادي قُدِّم الاقتراح المتمثل في أن يكون النظام الليبي ملكيا دستوريا اتحاديا ديمقراطيا، وأجمع الحضور على اعتماده ولم يعترض على المقترح إلا عضوان من وفد طرابلس وكان اعتراضهما على النظام الاتحادي؛ لأنهما يؤيدان النظام الوحدوي الاندماجي.
بعد اعتماد إقرار الجمعية التأسيسية للمقترح أُبرقت رسالة للسيد إدريس السنوسي يوم 4 ديسمبر 1950 ميلادي تتضمن أن الجمعية التأسيسية اتخذت قرارا أن يكون نظام ليبيا بعد الاستقلال نظاما ملكيا دستوريا اتحاديا وديمقراطيا، وإبلاغه بأنه اختير ملكا على ليبيا مع تحديد موعد لتقديم وثيقة البيعة التي وقّعها جميع أعضاء الجمعية التأسيسية باسم الشعب الليبي.
كانت هذه الخطوة متفقا مسبقا عليها مع الملك إدريس السنوسي لذلك حين أرسلت البرقية ردّ الملك ببرقية جوابية بالموافقة، ودعا أعضاء الجمعية إلى لقائه في بنغازي.
• من مذكرات الأستاذ محمد عثمان الصيد رئيس وزراء ليبيا في العهد الملكي
• * بتصرف*
