أخبار الجمعيةاجتماعيةالكلمة الأسبوعيةتصريح وبياناتمقالاتمقالات تربوية

مع بدء العام الدراسي الجديد

مع بدء العام الدراسي الجديد
خلال أيام قليلة سيستأنف أبناؤنا وبناتنا عاما دراسيا جديدا، سواء في التعليم الأساسي أو الثانوي، وذلك بعد عطلة صيفية كانت نوعا من الراحة وفرصة للمتعة والتواصل الاجتماعي، وتجديدا للهمة، واستجماعا للنشاط من جديد لبدء عام جديد من الجد والاجتهاد والتحصيل والاستفادة العلمية.
إنما تنجح الأمم وتبنى على الشباب الذين هم عماد نهضتها، وسر قوتها وحامل فكرتها، وذلك لأن الشباب -وغالبهم من الطلاب- يملكون القلب الذكي الذي هو أساس الإيمان بالفكرة والنهضة، والفؤاد النقي الذي هو أساس الإخلاص، والشعور القوي الذي هو أساس الحماسة، والعزم الفتيّ أساس العمل، وهذه الأسس الأربعة عوامل نجاح أي فكرة أو نهضة، ولابد من تنشئة الشباب وهم أبناؤنا وبناتنا الطلبة والطالبات على هذه المعاني وننميها فيهم، وهذا هو الدور الرئيس والمهم للتعليم والتربية.
لكي تتحقق هذه الأمور لابد من الاهتمام بأركان العملية التعليمية اهتماما يتسم بالتوازن، وتعطي كل ركن منها ما يحتاج إليه ويستحقه من الاهتمام، وعلى رأسها الاهتمام بالمعلم الذي هو القدوة، وغارس الفكرة، وراعيها ومُنمِّيها في نفس الطالب، وهو يحتاج إلى الرعاية في عدة جوانب، ولعل من أهمها:
1) الوضع المادي بحيث يحقق الأمان النفسي والاجتماعي للمعلم، ويجعله متفرغا نفسيا وذهنيا لمهمته التربوية والتعليمية.
2) الإمكانات العملية من فصول مناسبة، وعدد من الطلاب يسعه التعامل معه، وأدوات تساعده في إيصال المعلومة، وبيئة مدرسية مناسبة.
3) التأهيل المستمر والتطوير للمعلم، فالتقنية الحديثة والنظريات العلمية في تطور مستمر، ولابد للمعلم من أن يكون على اطلاع ومتابعة جيدة، وتعلم مستمر للأدوات الجديدة، ومن أهمها الآن الذكاء الاصطناعي.
كما أن هناك عددًا من الواجبات المنوطة بوزارة التعليم لابد من العمل على تحقيقها وتوفيرها حتى تحقق العملية التعليمية دورها، ومن ذلك:
1) وضع سياسة ثابتة للتعليم تنهض به وترفع مستواه، وتجعل من مراحله الأولى الاهتمام بتربية الروح الوطنية الفاضلة والخلق القويم.
2) العناية بالتاريخ الإسلامي والوطني، وتنمية روح البذل والعطاء لدى الطلاب.
3) إكساب التلاميذ مهارة البحث العلمي والعمل الجماعي والتطوعي.
4) إيجاد البيئة المدرسية المناسبة التي تحبب الطلاب فيها، وتساعدهم على التعلم والبناء.
ولا شك أن الوضع العام والظروف السيئة التي تمر بها البلاد، من انقسام سياسي أثر تأثيرا مباشرا في التعليم ومخرجاته، مما يدعونا جميعا إلى تحمل المسؤولية، والعمل جميعا على الخروج بهذا الوطن -الذي نعيش على أرضه ويطعمنا الله من خيراته- من هذه الأزمة، وتجاوز الخلاف وإصلاح ذات البين وإرجاع الحقوق إلى أهلها وتفعيل القضاء وتمكينه من القيام بدوره المنوط به من إرجاع الحقوق وتحقيق العدالة.
نسأل الله أن يعين أبناءنا الطلاب ويوفقهم لكل خير ويسدد خطاهم وينفع بهم، ويجعلهم بناة صالحين لهذا الوطن، إنه على كل شيء قدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى