من طوفان الأقصى إلى طوفان الأمة:
✍️ بقلم: د إدريس أوهنا.
طوفان الأقصى سيتبعه طوفان الأمة بحول الله، وقد بدأ، وسيكبر مع الوقت ككرة الثلج؛ فعلى كل مسلم غيور -ذكرا كان أو أنثى- أن يكون مستعدا لخوض غمار طوفان بحر الأمة، ويرمي فيه بسهم، كل من موقعه وبحسب تخصصه وما يحسنه.
انتهى عهد النوم والغفلة، وبدأ زمن الجهاد بمفهومه الواسع، الذي يستوعب كل مناشط الحياة ومجالات المجتمع.
بحس رسالي، ومنهج إبداعي مبتكر، وانفتاح على قنوات العصر ووسائطه، وبلغة ووسائل يفهمها الشباب واليافعون ويتفاعلون معها، ويتأثرون بها، من غير إسفاف وتفاهة وابتذال، ومن غير تعال وتعقيد وانفصال، ينبغي أن نخوض غمار الطوفان !!
آن الأوان للعالم والأكاديمي أن ينزل من برجه العاجي، وعزلته الاختيارية، ليندمج في مجتمعه، موجها ومؤطرا، ومؤصلا ومفكرا، وصادعا بالحق مبلغا.
وآن للدعاة التقليديين أن يندمجوا في الزمن الجديد، بالطرق والوسائل التي تناسبه.
لأن العبرة بحجم ومساحة التأثير الإيجابي في الواقع، لا بالألقاب والشهادات.
لا خير في علم لا يبني العقول، ولا يؤثر في القلوب، ولا يعدل السلوك، ولا يبني الحضارة، ولا يشيد العمران !!
والمعول في هذا الطوفان الحضاري الجهادي الجديد على كنز الأمة وذخيرتها، ومعقد آمالها في حاضرها ومستقبلها، وهم شبابها؛ فلنثق في شبابنا، ونطلقهم، ولينطلقوا هم بأنفسهم، إلى الفعل والإبداع والابتكار؛ فإن تأثير القرين في القرين، والتربية بالنظير، من أقوى مناهج التثقيف والتوعية والتعليم. وكما انتصر هذا الدين وساد في بدايته بالشباب، فكذلك على يد شباب الأمة اليوم سيبنى صرح النصر والتحرير.
كن من شئت: مقاولا أو طبيبا أو طالبا أو أستاذا أو تاجرا أو صانعا أو فلاحا أو ما شئت من الأسامي، المهم أن توطن نفسك في مرجعيتك الدينية، وتتخذ منها معياريتك في الإقبال والإدبار، وفي الإنتاج والابتكار.
غيرك اتخذ مرجعية ليبرالية، أو اشتراكية، أو ماسونية صهيونية، أو إلحادية، أو غيرها.. فكن أنت وفيا لمرجعيتك الإسلامية، عش بالإسلام وعش للإسلام، فلا دين غير الإسلام شرع لمصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة !!
اعتز بهويتك، وارفع رأسك: “أنا مسلم”، واعكس انتماءك للإسلام في سلوكك الحضاري المتميز؛ فإذا الناس يدخلون في دين الله أفواجا !!
لا طعم للحياة بدون رسالية، ولا قيمة للوجود بدون قضية.. فإذا علمت وتذوقت فلزم !!