عاممقالاتمقالات الرأي

 من كان يتصور؟!

 

د. أدريس أوهانا.
من كان يتصور أن تموت النخوة والمروءة في العرب والمسلمين، حكاما ومحكومين، لهذه الدرجة ؟!
من كان يتصور أن لا يحرك المسلمون ساكنا، وأطفال غزة من لم يهلك بالقصف هلك بالمجاعة ؟!
من كان يتصور أن يترك الغزاويون لحالهم، تهدم بيوتهم على رؤوسهم، ويجرفون أحياء وأمواتا، ويجوعون إلى أن يلفظوا أنفاسهم، و.. و.. و.. ؟!
من كان يتصور أن يتحالف الكفار في حرب إبادة المسلمين بغزة وفلسطين، ومئات ملايين المسلمين يتفرجون، ولو أبيد إخوانهم عن بكرة أبيهم لا يتدخلون ‼️لا يدفعون عدوانا، ولا يغيثون صبيانا ؟!
أين خطبكم يا عرب؟! أين أشعاركم؟! أين إيمانكم وصلاتكم؟! أين تاريخكم؟! أين شهامتكم ومروءتكم؟! أين عزكم وكرامتكم؟! بل: أين إنسانيتكم وآدميتكم؟!
يا لسعد من استشهد في أرض غزة العزة!! ويا لشقاوة وبؤس ومهانة دول الطوق وجموع العرب -الخرب- وجحافل المسلمين لإخوانهم، الخاذلين لهم في كوكب الأرض كله !! ولا يبعد أن يخسف الله بهم الأرض، ويستبدلهم؛ فقد ضاقت بعارهم ورعونتهم الجبال والسماوات والأرض ‼️
نتفرج وننتظر .. نتفرج وننتظر .. نتفرج وننتظر!! ننتظر ماذا؟! أننتظر أن يباد جميع المدنيين العزل؟!
أما المساجد فهدمت ودنست! وأما المصاحف فأحرقت ونجست! وأما المستشفيات فدمرت! واما المدارس ومراكز الإيواء فدكت! وأما أرواح الأطفال فأزهقت! وأما أعراض النساء فانتهكت! … والمقاومون المحاصرون وحدهم، لا ناصر لهم إلا الله، يجاهدون ويستبسلون، حسبهم ثمرات وقطرات ماء يسدون بها الرمق تحت الأرض في الأنفاق، وقنابل يدوية الصنع، يرمونها باسم الله مكبرين، على الله متوكلين، فيكبدون قطعان المحتل خسائر لا طاقة له بها !! ويتركونه حائرا مرتبكا، لا يدري ماذا يفعل !! فلا هو قضى على المقاومة كما أراد وادعى، ولا هو حرر أسراه، ولا هو اكتشف الأنفاق وعطلها، ولا شيء يذكر إلا القصف للأحياء السكنية وللنازحين من البحر والجو والبر ‼️
يا لعار هذه الأمة كيف يمحى ؟! وقد أسلمت صفوة رجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها للذبح والنحر، وظلت تسرح في معالفها، غافلة عما ينتظرها من العذاب والخزي ‼️

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى