مقالات

نزيف العاشقين

الشاعر الاستاذ خالد المغربيُّ

أَيُّ الْقَوَافِي إِنِ اسْتَوْحَيْتُ أُنْشِدُهَا؟
فِي بَسْطَةٍ مِنْ عَلِيلِ الْبَوْحِ تَبْعَثُنِي
أَوْ قَبْضَةٍ عَنْ رَقِيقِ الْعَزْمِ أُغْمِدُهَا
الْعَاشِقُونَ وَقَلْبِي، كُلُّهُمْ نَزَفُوا
كَمْ بُرْدَةٍ خِفْتُ إِنْ عَارَضْتُ أُفْسِدُهَا
كُلُّ الْمَعَانِي، وَمَهْمَا شِدتُّ، جَاثِيَةٌ
لَمَّا بَدَا سَيِّدُ الْأَكْوَانِ أَحْمَدُهَا
قَرَّبْتُ هَدْيِي بِبَابِ الْمَدْحِ أَذْبَحُنِي
كَأَنِّيَ الرُّوحَ مِمَّا خُضْتُ أُنْجِدُهَا
يَا عَالَمَ اللَّوْحِ سَطِّرْ صَوْبَ أَحْرُفِهِ
كُلَّ الْخَلَائِقِ فِي الدَّارَيْنِ يُرْشِدُهَا
يَا سِيرَةً وَصَفَتْ عَيْنَيْهِ وَاعْتَكَفَتْ
تَتْلُو الشَّمَائِلَ كَمْ أَضْنَاكِ مَشْهَدُهَا
ضَاءَتْ عِرَاقٌ وَشَامٌ إِذْ بِمَوْلِدِكُمْ
بَلْ كَانَ يَوْمَ مَلَأْتَ النُّورَ مَوْلِدُهَا
الْيُتْمُ يَرْعَاكَ بِاسْمِ اللهِ مُقْتَدِرًا
يَا مَنْ حَلِيمَةُ عَنْكُمْ فَاضَ مَسْعَدُهَا
غَيْثٌ هَمَى للألى استسقوا بغرته
سُحْبُ الْفَلَاةِ لِهَا ظِلًّا تُبَرِّدُهَا
يَا رَاهِبًا يَهْتَدِي نِلْتَ الْهُدَى عَرَضًا
دَاوِ الْعُيُونَ لَقَدْ وَافَاكَ إِثْمَدُهَا
فِي الْغَارِ وَحْدَكَ أَنْتَ الْكَوْنُ مُبْتَهِلًا
وَالنَّاسُ بَيْنَ يَدَيْ الَاصْنَامِ تَعْبُدُهَا
اِقْرَأْ وَرَتِّلْ ثَقِيلَ الْقَوْلِ مُعْجِزَةً
كَالْغَيْثِ يَرْعَى قِفَارَ الْأَرْضِ يَعْهَدُهَا
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحْمَةٌ وَنَدًى
طِبُّ الْقُلُوبِ، إِذَا اغْتَمَّتْ، مُضَمِّدُهَا
سَمْتُ الْحَيَاءِ تَجَلَّى، كَمْ لِبَسْمَتِهِ
مِنْ آيَةٍ، لَمْ تَزَلْ، فِينَا نُجَوِّدُهَا
مَا صَافَحَتْهُ مُلُوكٌ، وَهْيَ تَنْظُرُهُ،
إِلَّا قَدِ ارْتَعَشَتْ مِنْ هَيْبَةٍ يَدُهَا
يَا مَنْ عَلَيْكَ ذِرَاعُ الْمِنْبَرِ انْتَحَبَتْ
إِنِّي وَمَنْ قُلْتَ: “أَحْبَابِي” لَنَحْسِدُهَا
نَحِنُّ مِثْلَكُمُ يَا لَيْتَنَا أُحُدٌ
أَوْ أَنَّنَا، الْأَرْضَ إِذْ لَامَسْتَ، مَسْجِدُهَا
كَيْفَ الرُّقِيُّ وَحَبْلُ الْغَيِّ طَوَّقَنَا
يُبَتِّكُ النَّفْسَ كَالْمَلْعُونِ يُقْعِدُهَا
حَتَّى الصَّلَاةُ وَقَدْ قَامَتْ نُسَوِّفُهَا
غَدًا وَهَيْهَاتَ أَنْ يَخْتَارَنَا غَدُهَا
هَلْ نَكْتَفِي بِبَيَاضِ الْكَفِّ نَغْرِفُهُ
لَآلِئًا مِنْكَ لَا تُحْصَى نُعَدِّدُهَا
أَمْ نَرْتَمِي فِي الْهَوَى قَلْبًا بِغَيْرِ دَمٍ
وَنَفْتَدِيكَ بِحَقِّ الْعَيْنِ نُسْهِدُهَا
يَا خَيْرَ مَنْ حَمِدَ الرَّحْمَنَ يُلْهِمُهُ
يَوْمَ الشَّفَاعَةِ آيَاتٍ يُرَدِّدُهَا
صَلَاةُ رَبِّي عَلَيْكُمْ يَا وَسِيلَتَنَا
تَكْفِي الْهُمُومَ وَأَوْزَارًا تُبَدِّدُهَا
صَلَاةُ رَبِّي عَلَيْكُمْ كُلَّمَا طَلَعَتْ شَمْسٌ
أَوِ اسْتَخْلَفَتْ بَدْرًا يُجَدِّدُهَا
زر الذهاب إلى الأعلى