مقالاتمقالات الرأيمقالات فكرية

واجبنا العملى تجاه تيار التعويق والواجب فعله”3″

د. إبراهيم الديب

ذكرنا في الجزء الأول من المقال “ماهية وعناصر ظاهرة تيار تعويق بعث وتحرر ونهضة الأمة” ، و استكملنا الجزء الثاني والثالث حول ” المخاطر الاستراتيحية لتيار التعويق ” وهنا في المقال الثالث و الأخير – الجزء الرابع – عن الواجبات العملية تجاة تيار التعويق والتعامل معاه والواجب فعله.

 

ظاهرة التعويق فكرية واسعة بامتياز تنطلق منها جهود تنظيمية وتنفيذية محدودة مما يتطلب رؤية وإستراتجية متكاملة لمواجهة الظاهرة وتحرير الأمة منها ومن آثارها بأسرع وقت ممكن ، وتعزيز الوعى الفكرى والثقافى والمجتمعى العام بروح الأحياء القوية لاستعادة القوة اللازمة لتيار الإصلاح والبعث الإسلامى العالمى تحتاج إلى صرخة غضب مدوية في أعماق النفوس المسلمة برفض الهزيمة والاستسلام وإستمراء الفجوة الكبيرة في القوة بين المسلمين وبين أعداء الله تعالى ، وبناء وتعزيز ثقافة وخطط مشاريع تحصيل العلم والتكنولوجيا والقوة والمنافسة والغلبة والعزة والتمكين ، مما يتطلب العمل على ثلاث محاور أساسية ولكل محور وسائله الخاصة به :

المحور الأول : وقف ظاهرة التعويق عن طريق

1ــ بيان وكشف وفضح خطأ وخطورة المفاهيم والمقولات والبرامج والمشاريع الاستسلامية المطروحة

2ــ بيان وكشف وفضح المرجعيات الخاصة بالظاهرة والقائمين عليها والداعمين لها

3ــ مناقشة وتصحيح مفاهيم ظاهرة تيار التعويق علمياً وشرعياً وتاريخياً وواقعياً ودحضها كلملة ونشرها وتناولها بتوسع في كافة المنصات الممكنة

المحور الثانى : تحذير الصامتين الممسكين بالعصا من المنتصف

خاصة أصحاب الأسماء الكبيرة والظهور الإعلامى السابق المكثف ، والمختفين فجأة عن الساحة الآن؛ بأن صمتهم يعد مشاركة ضمنية حقيقية لظاهرة تيار التعويق ، وعليهم الخروج للناس والتبرأ من ظاهرة التعويق وعدم انتماءهم لها ، وأنه مع خيار الصمود وإعادة إحياء البعث الإسلامى من خلال التجديد والتطوير والعمل بكل قوة لامتلاك القوة المتنوعة وأدوات الفعل اللزمة لإستكمال عمل .

المحور الثالث : تقوية وتعزيز تيار الإداء والبعث الإسلامى المتجدد

1ــ إحياء منظومة مفاهيم قيم الرسالية والمسئولية والأمانة والطموح الكبير والقوة والمقاومة والتحدى والهمة والعمل والجهاد لامتلاك أسباب القوة جميعها اللازم والإصرار على النجاح والإنجاز وإعلاء كلمة الله في مكانها الطبيعى كبيرة وعلية فوق كل ما سواها.

2 ــ إعتماد منهج المؤسسية العلمية الجامعة لإنتاج الأفكار والمشاريع والبرامج اللازمة لدعم تيار البعث الإسلامى

3 ــ إعتماد منهج الواجب فعله والإعداد للمستقبل وتجاوز العيش في الماضى

4ــ ربط الأجيال الحالية بتاريخ الأمة وتيارها الإحيائى العظيم على مستوى العمل الفكرى والعمل الجهادى العظيم والعمل الإصلاحى التنموى لتوثق علاقتهم بقادتم الحقيقيون ، وأعلام طريقهم الذى يجب أن يكتمل

3 ــ رفع سقف الطموح العام للمجتمع وبث الأمل في نفوس الجميع نظرياً وعملياً من خلال تعريفهم بالرؤية الحقيقة للمرحلة القادمة واهدافها وخطط ومشاريع وبرامج تحقيقها ، وتحميل جميع افراد المجتمع مسئوليتهم في تحمل مهمة هذا الشرف العظيم في شكل تيار مشاريع فردية تتجمع تدريجا في التيار العام للبعث الإسلامى العالمى

4 ــ المبادرة إلى نشر منظومة من المشاريع والبرامج الإحيائية المتنوعة القابلة للتنفيذ الفردى والمؤسسى مع مبادرة المبدعين للمسارعة بتقديم نماذج عملية ناجحة ونشرها لتكون بمثابة قدوات عملية باعثة للأمل ، وكنماذج معيارية عالمية قابلة للنسخ والتكرار والإنتشار، لتشكل مع الأيام تسونامى الإصلاح والتغيير الإسلامى العالمى ، خاصة عندما تكون النماذج من دول وقوميات عربية وتركية وأوربية وأمريكية وصينية وهندية متنوعة يجمعها منطق فعل رابط واحد هو رسالة الأمة الإسلامية العالمية الواحدة الخالدة .

5 ــ عملية إزاحة ظاهرة وتيار التعويق عملية مركبة من جهد فكرى كبير يقترب من 70% من جهد المرحلة الحالية ، يستكمله جهد خططى وتنفيذى يقترب من 30% تقريبا حتى نتمكن من التخلص والتحرر من هذه الظاهرة البليدة المتكررة في تاريخنا الإسلامى .

وإلى المزيد والمزيد من الجهد الفكرى و الخططي و الميدانى المتكامل؛ فطريقنا طويل وشاق، ولكنه ممتع ومشرف لأن بنهايته سنلتقي مع سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى