مقالاتمقالات تربوية

ورود لفظ السنة في القرآن الكريم

الدكتور: رمضان خميس

ورد لفظ السنن في القرآن الكريم ثماني عشرة مرة في عشر سور في إحدى عشرة آية، وهذه السور هي: آل عمران، والنساء، والأنفال، والحجر، والإسراء، والكهف، والأحزاب، وفاطر، والزمر، والفتح.

وقفات ولمحات:

ومن تتبع لفظ السنن في القرآن الكريم يمكن أن نرصد الآتي: 

أولاً: أن لفظة سنة وردت في القرآن الكريم أحيانًا مفردة (سنة) وأحيانًا مجموعة (ويهديكم سنن الذين من قبلكم).

ثانيا: أنها أحيانًا تأتي مقطوعة (أي ليست مضافة وأحيانًا تأتي مضافة وإضافتها تكون إلى الله تعالى: (فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا)، أو مضافة لـ (نا) العظمة (ولا تجد لسنتنا تحويلا)، وأحيانًا تضاف إلى غير الله تعالى كقوله عز وجل: (لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين)، (فهل ينظرون إلا سنت الأولين)، (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم)

ثالثا: أن اللفظة وردت في السور المكية كالحجر والإسراء والكهف وفاطر وغافر، والمدنية كآل عمران والنساء والأنفال والأحزاب والفتح. وذا يدل على أهميتها وعناية القرآن الكريم بها حيث أسسها القرآن في المرحلة المكية، وأعاد الحديث عنها للتأكيد ولفت الانتباه وتأكيد أهميتها.

رابعا: أن السياق الذي وردت فيه اللفظة غالبا ما يدور حول الصراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان، وصدود الكفر أمام نور الإيمان، وأساليب الباطل أمام ضوء الحق الناصع. وهذا يشي بأن لهذه الأشياء سنن ثابتة وقواعد ضابطة ونواميس لا تتبدل ولا تتغير، حتى يؤسس المسلمون عليها حضارتهم ويهتموا بها ويعنوا بإحسان التعامل معها.

خامسا: أنها قد ترد عقب بيان جزء من المنهاج التشريعي، كما ورد ذلك في سورة النساء عقب الحديث عن أمر الزواج ومتعلقاته.

سادسا: أنها قد تأتي بمعنى العقوبة النافذة والقدر المحتوم.

سابعا: أنها قد تأتي ممدودة التاء وقد تأتي مقبوضتها، فإذا دلت على أثر ظاهر في الوجود فتأتي ممدودة، وساعتها تدل على الإهلاك والانتقام، وإذا دلت على الشريعة والطريقة تأتي مقبوضة.

وذلك أن هذه الأسماء لما لازمت الفعل صار لها اعتباران أحدهما من حيث هي أسماء وصفات وهذا تقبض منه التاء والثاني من حيث أن يكون مقتضاها فعلا وأثرا ظاهرا في الوجود فهذا تمد فيه كما تمد في قالت وحقت وجهة الفعل والأمر ملكية ظاهرة وجهة الاسم والصفة ملكوتية باطنة البرهان، ومنها السنة مقبوضة إلا في خمسة مواضع حيث تكون بمعنى الإهلاك والانتقام الذي في الوجود، أحدها: في الأنفال (فقد مضت سنة الأولين)، ويدل عليها أنها من الانتقام قوله قبلها: (إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)، وقوله بعدها: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة). وفي فاطر: (فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلاً ولن تجد لسنت الله تحويلاً)، ويدلك على أنها بمعنى الانتقام قوله تعالى قبلها (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) وسياق ما بعدها وفي المؤمن: (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله). 

أما إذا كانت السنة بمعنى الشريعة والطريقة فهي ملكوتية بمعنى الاسم تقبض تاؤها كما في الأحزاب: (سنة الله في الذين خلوا من قبل)، أي: حكم الله وشرعه. وفي الإسراء: (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا).

2️⃣ إهلاك

(هَلَك، كضرب ومنع وعلِم، هُلْكاً، بالضم، وهلاكاً وتُهْلُوكاً وهُلوكاً بضمهما، ومَهلِكة وتَهلِكة، مثلثتي اللامات…. واستهلك المال: أنفقه وأنفده وأهلكه: باعة. والمهلكة، والهَلَكُون، كحلزون، وتكسر الهاء: الأرض الجدبة وإن كان فيها ماء، ويقال: هذه أرض هلكين، وأرض هلكون: إذا لم تمطر منذ دهر. والهلك محركة: السنون الحدبة، الواحدة: بهاء، كالهلكات، …

والتهلكة: كل ما عاقبته إلى الهلاك. ووادي تهلك، بضم التاء والهاء، وكسر اللام المشددة، ممنوعاً: الباطل. والاهتلاك والانهلاك: رميك نفسك في تهلكة…..

وتهالك على الفراش: تساقط، والمرأة في مشيتها: تمايلت. والهالكة: النفس الشرهة، وقد هلك يهلك هلاكاً. وفلان هِلْكة بالكسر، من الهِلَك، كعنب: ساقطة من السواقط….).

والمادة تأتي لازمة ومتعدية، ومن دلالاتها اللغوية كما رأينا التساقط والنفاد، ومصدرها التهلكة من نوادر المصادر. 

وقد ورد لفظ (الهلاك) في القرآن الكريم (68) مرة” وقد دلت اللفظة على عدد من المعاني منها: الموت، الفساد، فقد الشيء، العذاب، وهناك بعض الألفاظ التي دلت على الهلاك في القرآن الكريم ومنها: التدمير، والتتبير، التعذيب، الدمدمة، القصم، الانتقام، الأخذ، قطع الدابر، وجوب العذاب.

وقد ورد في القرآن الكريم أصناف الهلاك التي منيت به الأمم السابقة مثل: الغرق، الريح، الصيحة، الرجفة، الصاعقة، وقلب الديار، والحجارة، والظلة، والخسف، والمسخ.

الأمة

(والأمة كل جماعة يجمعهم أمر ما، إما دين واحد، أو زمان واحد، أو مكان واحد، سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا وجمعها أمم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى