اجتماعيةمقالاتمقالات تربوية

وقفة تأملية في استقبال العام الهجري الجديد

 

أ. محمد العوامي

في استقبال العام الهجري الجديد نتجه نحو الوراء لنقيِّم العام السابق ونتأمل في سلوكياتنا وإنجازاتنا.
نحن نسعى للتحسُّن والتطوير الشخصي والروحي، ونتذكر قول رسولنا الكريم ﷺ “فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكُم بعدَ عامي هذا”
نحدث بها أنفسَنا ونذكر بها قلوبكم، فقد قالها من هو خيرٌ منّا ﷺ، فهل نظنُّ نحنُ أنها بعيدة عنّا..؟
فقد كانَ بيننا العام الماضي أُناس لم يسعفهم الوقت والعمر أن يكونوا معنا في استقبال هذا العام، وقد يأتي العام القادم ولا يُسعفنا العمرُ نحنُ أيضًا، فكل ساعة من حياتنا فرصة عظيمة لا نضيعها من بين أيدينا.
ولذلك تعدّ الوقفة التأملية خطوة مهمة في رحلتنا لذلك يجب علينا مثلا:
▪️ أن نتساءل عما إذا كنا قد حققنا التقدم الشخصي والتطور الذاتي، هل تخلصنا من السلوكيات السلبية والصفات الضارة؟ هل أدركنا تأثير أفعالنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا؟ تساعد هذه الأسئلة في تقييم تطورنا وتحديد المجالات التي نحتاج إلى تحسينها.

▪️ يجب علينا أن نسأل أنفسنا إن كنا قد أدينا الواجبات الدينية التي فرضها الله علينا، هل قمنا بأداء الفرائض وتجنبنا المحرمات؟ يجب أن نقيِّم انضباطنا في أداء الفرائض وتجنب الآثام والمحظورات.

▪️ يجب أن نتذكر إخواننا المسلمين في البلدان المنكوبة والمنكوبين بالحروب والمحن، هل قدمنا المساعدة والدعم لهؤلاء الإخوة والأخوات؟ هل عملنا على تخفيف معاناتهم ونشر الوعي بمآسيهم لدى الآخرين؟ يجب أن نسأل أنفسنا عما إذا كنا قد أدينا دورنا الإسلامي في نشر الرحمة والعدل وتقديم المساعدة لمن يحتاجها؛ إن مساعدة إخواننا وأخواتنا المسلمين هي واجب إنساني وإسلامي، ولذلك يجب أن نقيِّم ما قدمناه من دعم ومساعدة، ونسعى للمزيد في العام الهجري الجديد.

▪️ كمسلمين مؤمنين علينا أن ندعو إلى الحق والخير؛ هل قمنا بدورنا الإسلامي في دعوة الآخرين إلى الخير والحق؟ هل استخدمنا أفضل الأساليب والطرق للتواصل والتأثير الإيجابي في الآخرين؟ يجب أن نتأمل جهودنا في نشر الرسالة الإسلامية وتوجيه الناس نحو الطريق المستقيم.

▪️ نذكر أهمية الصبر والثبات في وجه التحديات والمحن، هل دعمنا إخوتنا الذين يقاتلون من أجل العدالة والحرية في جميع أنحاء العالم؟ هل شعرنا بالمسؤولية في دعمهم وتوجيههم نحو الصبر والاستمرار في سبيل الحق؟ يجب أن نتأمل في دورنا كمؤمنين في دعم المظلومين والعمل من أجل تحقيق العدالة في المجتمعات.

أخيرًا، في هذه الوقفة التأملية؛ يجب علينا أن نسأل أنفسنا عن مدى تحمُّل المسؤولية فيما يتعلق بأسرنا ومحيطنا الاجتماعي؛ هل قمنا بدورنا في توعية وتثقيف أفراد أسرنا وأصدقائنا بالقيم الإسلامية والأخلاق الحميدة؟ هل ساهمنا في توعية وتثقيف الآخرين بالمفاهيم الإسلامية الصحيحة؟ هل عملنا على نشر العلم والمعرفة لنفع المجتمع بأكمله؟ يجب أن نتأمل مدى تأثيرنا ومساهمتنا في تطوير المحيط الاجتماعي وتعزيز القيم الإيجابية والأخلاق الحميدة.

إن الوقفة التأملية للعام الهجري الجديد تعتبر بداية جديدة وفرصة للتحسين والتطوير. سنستغل هذا الوقت للتأمل في أنفسنا وأفعالنا، ونتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق التغيير الإيجابي في حياتنا وحياة الآخرين. نتمنى لك عامًا هجريًا جديدًا مليئًا بالنمو والتقدم والبركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى