** ٱلْمُشَاكَسَات فِي ٱلْحِوَارِ ٱلْفِقْهِيِّ **

الشيخ د. سالم الشيخي
مما تعلمته من شيوخي، وأخصّ بالذكر شيخنا الإمام القرضاوي وشيخنا محمد المختار الشنقيطي – رحمهم الله -، ألّا أحوِّل النقاشات العلمية إلى ساحة حرب نفسية، تُكشَف فيها أمراض النفوس، كحبّ الذات، والرغبة في الانتقام من المخالف، تحت غطاء المناقشات الفقهية. وقد كتبتُ هذا النص قديماً، وأعيد نشره اليوم للفائدة:
*** { الاحتساب لله عند البحث الفقهي } ****
إنّ البحث العلمي الفقهي في أيّ مسألة له وجهان : وجه يتعلّق بالقدرة العلميّة وامتلاك أدوات النظر والاجتهاد ، وإثبات الحجج والرّد على المخالف ، ووجه يتعلق بالمقاصد الأخرويّة المتعلقة بالاجتهاد وبذل الوسع فيه من استحضار النية والتجرد لله تعالى ، مع الابتعاد عن الحظوظ النفسيّة من التعصب للأراء والأشخاص والمذاهب، والابتعاد عن الأحكام المسبقة ونحو ذلك من آفات هذا الطريق، فإذا غلب على ظن المجتهد أنّه يفتقد إلى استحضار المقاصد الأخروية وظهرت على سلوكه وأخلاقه أضدادها فليس له عند ذاك إلّا التوقف والانتظار إلى ساعة هدوء النفس ورجوعها إلى دوحة الاحتساب لله ،عسى أن يوفّق بعد ذلك إلى رأي سديد ،وعمل رشيد.