العام الجديد وأهداف التغيير والتجديد لذواتنا…
أ.مصباح الورفلي.
تكرار وضع الخطط الشخصية نحو التغيير والتجديد التي تنتابنا مع نهاية كل عام وحلول عام جديد ليس بغريب عنّا وهو أمر محمود، وهذا يتكرر حتى في العام الهجري ومواسمه كشهر رمضان.
ولكن قبل أن نبادر إلى وضع الخطط على الصعيد الشخصي لابد لنا من مراجعة أجندتنا ورزنامتنا، نبحث في ورقاتها ما تحقق من خططنا السابقة وما لم يتحقق، ونحدد في كل بند منها أسباب تعثرها وإخفاقها…
بمراجعتنا لمفكراتنا التي حوت خططنا السابقة نعرف حقيقة قدراتنا ونقاط ضعفنا بعيدا عن الإحباط الذي قد يصيب بعضنا أو السأم المتسرّب إلينا نتيجة عدم نجاحنا، لهذا مع بداية كل عام جديد نعقد العزم على أن يكون العام القادم عامًا مختلفًا عن سابقه، عامًا جديدًا نرفع فيه واقعنا رفعًا حقيقيًا، عامًا نُعيد فيه تشكيل أنفسنا وذواتنا للأفضل نحاول تفادي مسببات الإخفاقات السابقة.
لا نفقد الأمل…
وهنا لابد ألاّ نفكر في الماضي حانقين على ما فاتنا من تحقيق أهدافنا، وينبغي أن نبحث في بعض جوانب خطتنا السابقة وبعض الأهداف التي تحققت بعد تقييمها؛ عندها سنجد أننا حققنا أشياء رائعة تدفعنا لفتح مفكرتنا من جديد نخطط عليها بضعة قرارات وأهداف من شأنها أن توصلنا إلى ما نطمح إليه بروح التغيير والتجديد.
لماذا نخطط لأنفسنا..
سؤال قد يطرحه البعض أو من يخوض هذه التجربة لأول مرة..أولا التخطيط لذواتنا بات من الضروريات والأولويات لكي ننجح، ومن لم يخطط لنفسه يهدر وقته وعمره، ويصبح ضحية الفراغ والتشتيت..
عالمنا المتسارع والمكتظ بالبرامج الرقمية التي أضاعت كثيرًا من أوقاتنا وشتت أفكارنا وسلبت منا حتى التفكير الإيجابي، يخلق لنا تحدّيًا كبيرًا يدفعنا لوضع حد لحالة التشتت الذهني وانغماسنا بلا وعي وراء فضاءات التواصل الاجتماعي وشاشاته الصغيرة.
أول هذه الخطوات نطرح على أنفسنا تساؤلات …ماذا استفدنا من وراء منصات التواصل الاجتماعي؟ وهل كانت أحد عوائق تحقيق أهدافنا؟ هل قيمنا أوقاتنا تقييمًا حقيقيًا؟ كل هذه أسئلة لابد أن نطرحها بتجرّد ونضع لها أجوبة مقنعة لذواتنا…
عندها نعرف وننلامس ونعاين الإخفاقات والأخطاء التي ارتكبناها وحجم المهدور من أوقاتنا بلا فائدة على حساب عبادتنا وأداء صلواتنا، ودراستنا وثقافتنا وتنمية قدراتنا وأعمالنا أو حتى واجباتنا الأسرية من مراقبة الأبناء وإرشادهم وتوجيههم للأفضل..
ومن هنا علينا أن نضع خططنا الشخصية بإحكام ونتابعها أولًا بأول ونقيّمها تقييمًا آنيًا ومستمرًا، ونبدأ بشعار خطتنا لهذا العام بعنوان “حريص على وقته ومنظم في شؤونه” ونرسم ملامحها ونجدولها بزمن دقيق، وأول أهدافنا معالجة حالة التشتت الناتج من متابعاتنا المبالغ فيها وراء منصات التواصل الإجتماعي؛ لأنه السبب الرئيس وراء معظم إخفاقاتنا..
أهمية الوقت ومعرفة قيمته محفّز إلى تحقيق ما نطمح إليه وهذا الشعور الذي ينمو في ذواتنا ونستشعر قيمته يجعلنا أكثر تنظيمًا لشؤوننا التي تعود بالنفع والخير لأنفسنا وأسرنا ومجتمعنا وبلادنا وبرأيي أن أول خطة على الصعيد الشخصي لأجل التغيير والتجديد تكون حول كيفية إدارة أوقاتنا وتنظيم شؤون حياتنا، فإن نجحنا في تحقيق ذلك وغيّرنا من أنماطنا وسلوكياتنا السابقة عندها يسهل علينا تحقيق كل خطة نسعى لتحقيقها ونقضي على الظواهر المشتتة ونعيد الاعتبار لفاعليتنا الشخصية ولقدراتنا على البناء…