ذكراك تبقى مدى الأيام يا عمرُ
ذكراك تبقى مدى الأيام يا عمرُ
إبراهيم الأسطى
شاعر ليبي
ذكراك تبقى مدى الأيام يا عمرُ
ما دام للناس سمع أو لهم بصرُ
وكيف ننسى فتى حاكت عزيمته
حد المهند وهو الصارم الذكرُ
ومن تجرد للسعي الكريم
والمفعل العظيم وللمظلوم ينتصرُ
ومن أهاب بنا واليأس قاتلنا
لنصبرن وفضل الله ننتظرُ
ومن تعلم شبان البلاد به
حب البلاد فكان الفعل والخبرُ
كلا فلا الموت ينسينا فضائله
ولا الزمان وما يأتي به القدرُ
تظل ذكراه في الأذهان ماثلة
وكل نفس بها من فضله أثرُ
يا غارسا في شباب الجيل نزعته
سقيا لغرسك ها قد أثمر الشجرُ
ويا رسولا أفدنا من رسالته
كيف الجهاد إذا ما داهم الخطرُ
أحييت فينا شعورا كاد يقتله
حكم الطغاة فلا عادوا ولا ظفروا
وكنت فينا طبيبا للنفوس إذا ما
مسها الجرح أو ما هدها الكدرُ
وكنت فينا صحافيا له وطن
وإن تحكم أعداء له وطرُ
تلك الدروس أخذنا عنك أكثرها
وعلمتنا صروف الدهر والغير
إنا بلا وطن حر كماشية
في سمنها مدية الجزار تنتظرُ
يبكي البريد إذا ناحت مصورة
وللصحائف دمع كله عبرُ
على المحيشي من كانت صحائفه
فخر البلاد إذا ما القوم قد فخروا
سبحانك الله ربي هذه صحف
تيتمت بعده ما أن لها خبرُ
وهي التي عرفت من جهد صاحبها
ما لا يقوم به جن ولا بشر
فلا تلام إذا ما الذكرُ هيجها
إن تبكه أحرف بالدمع أو صورُ
أو يبكه أدب قد كان ينشره
في كل ناد لأهل الفن محتكرُ
أو يبكه الشعر عل الدمع يسعفه
بأبحر من عروض غير ما ذكرُوا
أو يبكه النشر في ألفاظه سلس
كأنه جدول ينساب أو دررُ
أو يبكه قلم كالسيف عادته
يوم الكريهة لا يبقى ولا يذرُ
أو يبكه الدين والأخلاق تندبه
وكل ذي حاجة أزرى به الضررُ
وليبك من شاء ما في الدمع متسع
على الفقيد فلا لوم ولا ضررُ
أما أنا فدموعي كنت أعرفها
ثجاجة عند ذكر البين تنهمرُ
ما با لها اليوم لا ينهل وابلها
كي تنطفي زفرة في القلب تستعرُ
ثم أيها الليث فالأشبال ساهرة
على حماها فلا سهو ولا ضجرُ
وقر عينا بقرب الله في دعة
واهنأ عليك سلام الله يا عمرُ