الكلمة الأسبوعيةمقالات

مظاهر وحدة الأمة

مظهر جميل وصورة رائعة، حين تجتمع الجماهير للمتعة وتعيش أوقات من الألفة والتعارف، ويظهر جليا معاني المحبة والود بينها دون النظر الى البلد او اللون او الجنسية، يجمعهم دين واحد ولغة واحدة.

هذا ما ظهر جليا خلال كأس العرب المقام في دولة قطر الشقيقة، وكان واضحا من خلال التعامل والسلوك العام حيث لم تحدث أي نوع من أنواع الشغب الذي عادة ما يكون خلال مثل هذه المنافسات، وما ظهر من خلال رفع الاعلام لكل بلدان الوطن العربي والنشيد المشترك الذي تضمن مقاطع من الأناشيد الوطنية لبلدان العالم العربي، ورفع علم فلسطين -قضية الأمة الكبرى- من عدد من جماهير ولاعبي الشقيقة الجزائر، وغيرهم من أبناء الوطن العربي، وما عبَّر عنه المواطنون خلال اللقاءات التي كانت تجريها القنوات الفضائية، وكذلك الروح الرياضية السائدة بين تلك الجماهير.

هذه دلالات متعددة وواضحة تدل على عمق الروح الواحدة التي تجمعنا، والعلاقات الوثيقة التي تربط بيننا، والعوامل المشتركة التي تزيد من قوتنا. وهنا يكون التساؤل الذي يفرض نفسه: لماذا هذه الفرقة التي تنهش فينا؟ وهذا التحارب الذي يكاد يقضي علينا؟ وهذه الصراعات التي تذهب قوتنا؟ لماذا لا نتعاون على البر والتقوى؟ ولماذا لا نتنافس في البناء والتعمير؟

لا شك أن ما ظهر في ذلك العرس الرياضي من مظاهر الألفة دلالة على أصالة تلك العلاقة، وهي فقط تحتاج الى تحفيز، وتوفير البيئة المناسبة لنموها، وهذا ما ظهر واضحا من الإجراءات والنشاطات التي صاحبت هذ المهرجان الرياضي، وهو يحسب للدولة المضيفة؛ قطر.

لقد اكتوت الشعوب بنار الصراعات والنزاعات التي لم تعد على أي طرف بأي فائدة مهما كانت ، وما استفاد منها الا أعداء الأمة بنهب الخيرات والاستيلاء على المقدرات ، بل وصل الأمر الى إقامة القواعد في بلادنا والسيطرة على قراراتنا، مما افقدنا سيادتنا وحريتنا وامتلاك مقدراتنا. فهلا اجتمعنا ونهضنا سويا، وازلنا عنا غبار الضعف والهوان؟

وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى