الكلمة الأسبوعية
العلم وقيمة العلماء
الحمد لله الذي كرّم العلم وأهله، وجعل الخيريّة فيهم، وأنهم أهل خشيته وطاعته، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، الذي لم يورّث درهما ولا دينارا، وإنما ورَّث علما، من أخذ منه فقد أخذ بحظ وافر.
العلماء هم مرشدو الناس إلى ما يصلح شأنهم من أمر الدارين الدنيا والآخرة، وهم حفظة العلم ووعاء الدين، لهم المكانة السامية بين الناس، وفضلهم يجب أن يُحفظ، وقدرهم يجب أن يصان، ولا يضيع العلم إلا بفقدان العلماء، ولذلك فوفاة عالم تعتبر ثلمة، وفقده يعد مصيبة حتى يقوم قائم مقامه، وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله ﷺ ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا))؛ متفق عليه.
خلال الفترة القليلة الماضية فقدت بلادنا ثلة من أفاضل العلماء المشهود لهم بالعلم والفضل والسيرة العطرة والبذل والعطاء، من أمثال: الشيخ د. سالم مرشان، والشيخ فاتح زقلام، والشيخ محمد كريدان، وأخيرا الشيخ محمد جبعور، وهناك عدد من العلماء على مستوى الأمة الإسلامية لا يتسع المجال لذكرهم ولهم المقام الأعلى والقدر الأوفى، وهي بلا شك مصيبة عظيمة وفقد كبير، نسأل الله تعالى في عليائه أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يخلفنا فيهم خيرا.
وهذا يدعونا للتنبيه لأمرين مهمين:
أولاهما أن نعرف لعلمائنا قدرهم من الاحترام والتقدير، ولا نسمح لأحد بالتطاول عليهم والإساءة لهم، بل نجلهم ونقدمهم ونحترم آراءهم.
ثانيهما: الحرص على الاهتمام بالمؤسسات العلمية التي تخرج لنا من يكون أهلا لأن يكون خليفة لأولئك العلماء الأفذاذ حتى لا نقع في طائلة الحديث النبوي الشريف المذكور أعلاه.
تتقدم جمعية الإحياء والتجديد إلى أهل مشايخنا الكرام، وإلى عموم أهلنا في ليبيا والعالم الإسلامي بأحر التعزية وجميل المواساة، داعين المولى أن يكتب لهم الأجر ويرزقنا وإياهم جميل الصبر، وأن يعوضنا فيهم خيرا.
اللهم تقبل علماءنا، واهدنا سبل السلام، وأنر طريقنا، واخلفنا خيرا، والحمد لله رب العالمين.