تهنئة بعيد الأضحى المبارك للعام 1445هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
تتقدّم جمعية الإحياء والتجديد إلى جميع أبناء الشعب الليبي والعربي والإسلامي، في جميع أنحاء المعمورة، بأسمى آيات التهنئة وأجمل الكلمات، بمناسبة عيد الأضحى المبارك للعام الهجري 1445، سائلين المولى -سبحانه- أن يتقبل من الجميع الأضحيات والطاعات والأعمال الصالحات، وأن يتقبل من حجّاجنا حجهم، ويرجعهم سالمين غانمين مغفورا لهم، وأن يتقبل من وافتهم المنية في الأراضي المقدسة، وينزلهم منازل الأبرار، ويسكنهم أعلى الجنان، وجميع موتى المسلمين، اللهم آمين.
إظهار الفرحة في العيد شعيرة من شعائر الإسلام، ينبغي للمسلمين الحرص على إظهارها، رغم الأوجاع والأحزان التي تلُف بالأمة من كل جانب، والتعاون والتكافل من أهم المظاهر التي يجب أن تظهر بوضوح في هذه المناسبة، فنتفقَّد المحتاج، ونُعين الضعيف، ونواسي المحزون، وندخل الفرحة والسرور على قلب الأرملة واليتيم والمريض والمكلوم، وذي الحاجة.
لنتذكر أن القرابين التي نقدمها بين يدي مولانا إنما هي دلالة على التقوى التي تنبع من قلوب مؤمنة بربها موقنين أنه ﴿لَنْ يَّنَالَ اَ۬للَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِماؤُها وَلَٰكِنْ يَّنَالُهُ اُ۬لتَّقْوَيٰ مِنكُمْۖ﴾، ولذلك تسخو نفوسنا بتقديمها، ونطمع من المولى جلّ في علاه قبولَها، ولا نباهي ولا نتعالى ولا نتفاخر، وإنما هي شعيرة نتعبّد بها إلى الله تعالى.
هذه التضحية تتحوّل في النفوس إلى معان أعظم، فنضحي بالكثير من أجل رضا المولى سبحانه، ونبذل كل ما نملك من أجل نصرة الدين والمسلمين، وعز وطننا وأمتنا، وأمة هذا شأنها لا يمكن أن تعيش ذليلة تستجدي الشرق والغرب من أجل إيقاف الحرب على إخواننا في غزة وفلسطين، وإنما تنهض بقوة، وترفع راية الحق، وتنصر المظلوم، وتسترد الحقوق، بل وتصبح مأوى للمظلومين في كل بقاع الأرض.
تقبل الله منا ومنكم، وغفر لنا ولكم، وأبرم لنا ولأمتنا أمر رشد يعز فيه أهل الحق، ويدحر أهل الباطل، وأعاده الله علينا بوطن عزيز قوي متماسك على الحق والدين، وعلى أمتنا بالوحدة والقوة والمنعة، وأن يحرر أقصانا، وتعود الحقوق إلى أهلها، ﴿وَيَقُولُونَ مَتى هُوَۖ قُلْ عسى أَنْ يَّكُونَ قَرِيباٗۖ﴾، وكل عام وأنتم بألف خير، والحمد لله رب العالمين.