“ورم” المشاعر
د. ونيس المبروك
من نعم الله الجليلة على العبد، انسجام عاطفته مع ميزان التشريع .
وكما يصاب الجسد بالمرض الذي يفسد المزاج ويمنع الأعضاء عن اداء دورها الذي خُلقت له. ثم يصاب الجسد بالهزال، ثم الذبول فالموت! ؛ فإن المشاعر تمرض، فإن لم تداوها أصيبت بالهزال، ثم تذبل ثم تموت – عياذا بالله-
مرض المشاعر، هو أن تتحرك عواطف الرضى والرفض، أو الحب والبغض، لأمر دون أمر
أما ” سرطان” المشاعر فهو أن تنقلب موازين العاطفة لديك، فلا تعظم ما عظًمه الله، ولا تتسق عاطفتك مع مراتب التشريع !
فإذا رأيت المرءَ هينا مع زوجه غليظا مع والديه، ثائرا في وجه من ترك مندوبا، حليما في وجه من سفك دما، هاجرا لمن أسدل ثوبا، واصلا لمن سرق وطنا، مواليا لاتباع مذهبه وحزبه، خصما لمن انتقد رايه وخالف شيخه، رفيقا بالسفهاء مستبيحا أعراض العلماء..؛ فاعلم أن ورما خبيثا قد أصاب قلبه واعطب مشاعره، وإن لم يَصدُق اللهَ بتوبة، فهو على خطر عظيم، وإن صلى وصام .