الانتقال في الصلاة بالتكبير إلا في الرفع من الركوع
د. محمد خليل الزروق
تفكرت في سر أن الانتقال كله في الصلاة بالتكبير إلا في الرفع من الركوع يكون بالتحميد ويظهر أن سببه أن القيام حالة معتادة للإنسان في معاشه وأن الركوع لا يكون إلا لله في الصلاة فكأن الإنسان بركوعه هدي إلى حالة من العبودية استحقت الحمد وظاهرها المادي يشير إلى باطنها المعنوي وهو الخضوع والتطامن بعد أن سأل الله الهداية في الفاتحة وأما السجود فهو حالة كالركوع أمكن وأبلغ مهد لها الركوع وأدى إليها كما أن الطاعة تجلب الطاعة والسجود للقرب والمناجاة والدعاء كما أن الركوع للتعظيم والخضوع
وقول المصلي سمع الله لمن حمده الأصل أنه للإمام كما هي الحالة المفضلة للصلاة وهي أن تكون في جماعة فهذه الجملة حث على الحمد بالإخبار بأن الله يسمع لصاحبه ويجيبها المأموم بالحمد وفيها روايتان ربنا لك الحمد بلا واو وهي مؤلفة من نداء وخبر والأخرى ربنا ولك الحمد وهذه الواو فيها للحال على حذف الفعل أي نحمدك ربنا والحال أن لك الحمد أي قبل حمدنا ومستغنيا عن حمدنا
وما جاء في تكملته من قوله صلى الله عليه وسلم ملء السموات وملء الأرض إلخ لو تأملته لوجدته مساوقا للفاتحة على ما شرحها الحديث القدسي قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فالحمد هو الحمد والثناء في الرحمن الرحيم والمجد في ملك يوم الدين وكلنا لك عبد هو إياك نعبد ولا مانع لما أعطيت يقابله سؤال الهداية في الفاتحة
وبهذا تجد أن التحميد بعد الرفع من الركوع متصل بتحقيق معنى الفاتحة فلما هديت إلى تحقيق معناها استحق ذلك حمدا مجددا على ما قيل: ومن جملة النعماء قولي لك الحمد