أشتاق وأستغرب!

بقلم : أ. فرج كريكش
سواء في الفيضان أو في غيره من مصيبة الموت ، أشتاق وأستغرب لأصدقاء مقربين جدا كانوا لا ينامون حتى يكلمونني ويصنعون من الليل ديواناً نتذاكر فيه شأن الغيب والمستقبل والحاضر والسياسة ورائحة الخبز والطباع والمواقف ،
أستغرب كيف أنهم لم يزورنني في المنام لنكمل نقاشنا وتأملنا وتدبرنا معا ً
ما الذي أذهلهم عن الوصل ومن الذي شغلهم عنا ، وهل يذكروننا ويسألوا عنا
ألم يقل مالك في الموطأ : إذا لحق ميتٌ جديد بأرواح المؤمنين، يسألونه:
ماذا فعل فلان؟ وماذا فعلت فلانة؟
وهل حقا أن أعمالنا تعرض عليهم كما قال ابن المبارك ،فوا خجلتاه إذاً !!
في الحقيقة لا أستطيع أن أعتبر ذلك خذلانا فالغائب – كما يقولون – عذره معه ، ولكن من حقي أن أزدد محبة وتلاوة وتقديسا للقرآن ولرسول القرآن الطيب الحبيب الصادق الأمين الذي يخبرنا عن مشاهد اليقظة التي لم نستيقظها بعد ،
فيبشرنا ،وينذرنا ، ويأخذ بأيدينا ويضيء لنا الطريق حتى نقول حينها في ثبات لا يقول غيرنا : فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون
سلسلة مقالات كيمياء السعادة