اجتماعيةعامقضايامقالاتمقالات الرأيمقالات تربوية

ما تبقى من هدي النبوة

أنا أستبشر برؤى الصالحين وأصدق أنها ما تبقى من هدي النبوة !!خصوصا حينما ينام صاحبي – والذي أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله – وهو يذاكر في السيرة : حصار بني هاشم في شعب مكة ، وكيف أن الذي انتفض لفك ذاك الحصار أربعة من نبلاء مكة ماهم بمسلمين ولكن قلوبهم لم تزل على الفطرة التي لم يشوهها الطغيان

رأى صاحبي في المنام من يهاتفه ألّا تقلق فإن الكفار سيكسرون قفل هذا الحصار الظالم كما فعل زهير والمطعم وهشام وأبو البختري

انتفض صاحبي على وقع كلمة الكفار فزعاً خائفا من الاستبدال وقال لي هل في فقه الاستبدال أن يبدلنا الله بكفرة ؟
قلت عندما تهون على الله يستبدلك الله ولو بقطط الشوارع !!

إن الارضة التي مزقت وثيقة حصار مكة الجائر أشرف عند الله من دار الندوة وما ألمّت ومن موسم الرياض وما حوى !

وبينما يُستقبل في بنغازي سفلة القوم في ليلة الأساطير بزعمهم وتعمل الرياض على انتاج درامي أسطوري ضخم لم يحدث مثله في تاريخ السينما والمسلسلات العربية ولا يُتعاطف فيه مع غزة ولو كذبا ، بل ويعاقب فيه كل فنان سولت له نفسه التعاطف معها ، تنتج هوليود رغم أنف اللــوبي الصـــهيوني نسخة محدثةً عن بطلها الأسطوري ( سوبر مان ) في فيلم حديث يصور سوبر مان وهو يقف في وجه قوة ظالمة غاشمة تعتدي على قرية صغيرة عزلاء من السلاح والأنصار لينتصر لهم ويهز ضمير الشارع الأمريكي على التعاضد الحيواني ضد أصحاب الارض والمستضعفين

إن فيلم سوبرمان 2025 لا يعادي السـامية كما يريد أعداء إلإنسانية أن يشيعوا ولكنه يصفع أول ما يصفع تركي آل الشيخ ومن حوله من الجوقة الرخيصة التي لا تستطيع أن تذكر غزة همسا ولا أن تبكي لمصابهم ولو نفاقا ً

إن الميزانيات الضخمة التي أنفقت في عامي الحصار بالتحديد كانت قادرة على تغيير العقل الجمعي في العالم كله حول إعادة الحكاية من جديد بسرديتنا المقدسة التي صاغها الأساطير في صبيحة السابع من اكتوبر على تمام الساعة الثالثة والعشرين من سورة الأحزاب

لا تقلق يا صاحبي فقد يجمع الله في مفارقة عجيبة بين البشارة والعار

يا صاحبي إن هاشم النائم في قبره في غزة لو فتح عينيه لعرف أن التاريخ يعيد حصاره، وأن بني هاشم ما زالوا بين مطرقة مكة وسندان غزة. وأن الوثيقة الظالمة قد تتمزق من جديد، لكن ربما ليس على يد من نتوقع… بل على يد غريب، أرسله الله من حيث لا نحتسب

وفي ليالي الحصار الطويلة، قد يأتي ذلك الغريب من أقصى البحر كما جاء الأربعة من قلب مكة،
وقد يتقدّم سوبرمان من شاشة باردة،
وقد يخرج الحقّ من فم كافر،
وقد يسقط الظلم بيد لم نمدّ لها السلام يوماً.

حينها، ستتكسّر أبواب الجوع،
وسيمرّ الفرج من بين الأصابع التي لم تتلوث بمداد الخيانة،
وسيضحك هاشم في قبره… ضحكة يعرفها كل من فهم أن الله لا يحتاج إذننا ليصنع نصره.

﴿أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ﴾

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى