احتفلاتالكلمة الأسبوعيةعامقضايا

إلى الشباب في يومهم العالمي

 

إلى الشباب في يومهم العالمي

د. سالم بوحنك

الشباب مرحلة القوة والحماسة والعطاء، هي واسطة العمر، ومركز قوته.. ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفࣲ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفࣲ قُوَّةࣰ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةࣲ ضَعۡفࣰا وَشَیۡبَةࣰۚ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡقَدِیرُ﴾، هي مرحلة الذكاء المتقد، والنفس الطموحة. تقاس قوة الأمم والشعوب بنسبة هذه الفئة العمرية في عموم أبنائها، عليهم تعتمد الأمم والشعوب في تطورها وعمرانها، وبهم تواجه الصعاب والشدائد، وبالفتوة وصف القرآن تلك الفئة المؤمنة التي خرجت من أجل دينها، وضحت من أجل إيمانها.. ﴿ إِنَّهُمۡ فِتۡیَةٌ ءَامَنُوا۟ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَـٰهُمۡ هُدࣰى﴾، هم كانوا أتباع الرسل وناصروه، وناشرو الحق في ربوع الدنيا ومعلموه.

هذا أبوبكر الصديق أسلم وعمره ثمان وثلاثون، وهو كهل الدعوة، وأغلب الأصحاب كانوا أصغر منه سنا، وهذا أسامة بن زيد، وبعده محمد بن القاسم الثقفي، قادا الجيوش ولما يبلغا العشرين من العمر، ولو أردنا أن نعدد الشباب الذين برزوا في مجالات الحياة المختلفة لما وسعنا المقام.

إننا نخاطب الشباب المسلم في ليبيا وفي كل أرجاء الدنيا أن هؤلاء هم قدوتكم، وهم مثلكم العليا، وفي مقدمتهم الحبيب المصطفى ﷺ، ظهروا في الدنيا، وتركوا الأثر البالغ، وما زالت أخبارهم وما قدموه من أعمال تذكر على مدار التاريخ.

لابد أن يدرك الشباب في يومهم العالمي أنهم هم أمل هذه الأمة، ومناط قوتها ونهضتها، وكما قال شاعر الوطن أحمد رفيق المهدوي:

حـيِّ الشبـــــــــــــــاب ووفِّهِ الإجلالا      ***          واعقِدْ عـلى عزمـاته الآمـــــــــــــالا

أمـل الـبـلاد عـلى رُقـيِّ شبـابـهـــــــا      ***         إن كـان حـيّاً لا تخـــــــــــــاف زوالا

وهذا يستدعي منهم أن يدركوا عظم المهمة، وحجم المسؤولية التي تقع على عاتقهم، ولا بد لهم أن يقوموا بها، فهم لم ينشؤوا في أمة مترفة لاهية، بل أمتهم التي كانت على رأس الأمم أصبحت في حال من الضعف والهوان، ولابد لهم من استعادة مجدها، وعودتها إلى سابق مكانتها.

يقع على عاتق الشباب أمور لابد لهم منها:

  1. إعداد أنفسهم وتكوينها على أساس من دينهم.
  2. تلقي العلوم النافعة والنبوغ بها والحصول على أعلى الدرجات.
  3. أن يشغلوا أنفسهم بما يعود عليهم وعلى البلاد بالنفع والفائدة.
  4. إعلاء الهمة واتساع الأمل بالنهوض والتقدم لابد أن يكون شعارا لهم، واثقين بأن الله لن يضيع جهدهم، ولن يخيب رجاءهم، وسيحقق مبتغاهم.

كما أن على المجتمع بمؤسساته العامة والأهلية العمل على:

  1. تحسين بيئة الشباب وتوفير ما يتطلبه الأمر لمعاونتهم على تحقيق المراد منهم.
  2. حسن التوظيف والتوجيه لطاقات الشباب، وتفريغها في المفيد.
  3. إقحام الشباب بعد تدريبهم وتهيئتهم لقيادة المؤسسات وإدارة الأمور في البلاد.
  4. العمل على احتواء أخطائهم وزلاتهم واعتبارها تجارب لابد من خوضها، بل ومساعدتهم للخروج من أزماتهم بأقل ضرر ممكن.
  5. حمايتهم من كل التيارات الهدامة، والأخلاق الذميمة، والأفكار المضللة، وكل ما يشغل الشباب بما لا يفيد.

الشباب ثروة الأمة الحقيقية، وهم القادرون -بعون الله- على الانتقال بها من الضعف إلى القوة، ومن التخلف إلى التقدم، وبهم ستستعيد الأمة شبابها وتمتلك مقدراتها، وتحقق ما تريده من الرخاء والسؤدد. وما يمكن أن يبذله الوطن من أجل أبنائه فهو -وبلا شك- سيعود عليه بالفائدة والخير والبركات، وما ننفقه على التعليم ومراكز الشباب لن يكون كثيرا، ولا يكون إسرافا، لأنه سيعود على الوطن بأضعاف أضعاف ذلك من الخير والنماء. حفظ الله لنا شبابنا وأتم عليهم نعمة العقل والرشاد وهدانا وإياهم سواء السبيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى