اذكر أبا العبد
خالد المغربي
شاعر ليبي
اُذكُرْ أبا العبْدِ، وانْسَ المُلْكَ والتَّبَعَا
واذرِفْ قصيدَك مطبُوعًا ومُصطَنعَا
وامْلأْ أقاصِي الدُّنَا مِنْ فخْرِ سِيرتِهِ
إنّ الجهادَ على آثارِهِ طلعَا
القدْسُ تبْكي فَتاها وابْنَ عِزّتِها
مُفكِّكَ القيدِ، عنْها إصْرَها وَضَعَا
فهْو الغَضوبُ إذا ما مَسَّ حُرْمتَها
سُوءٌ، فكانَ بتلْكَ الشيْبةِ الجَذَعَا
وهْو الشجِيُّ إذا ما شفَّهُ ولهٌ،
بِها تغنَّى، فكانَ الْمُرْهَفَ الدَّمِعَا
عَذْبُ التلاوةِ فرْدٌ فِي إمامتِهِ
بينَ الصلاةِ وسَاحاتِ الْوغى جَمَعَا
فإنْ بَدَا نورُ إِسْماعيلَ تنْظُرُهُ
نجْمًا شهيدًا علَى أقرانِهِ الْتمعَا
يَكْفيهِ بعْضُ رغيفٍ أنْ يُقاسِمَهُ
بين اليتامى فإنْ هُمْ هلّلُوا شَبِعَا
وكمْ أذاقَ الردَى سُلْطانَ جُرْأتِهِ
وأوْرثَ الغاصبِينَ اليأْسَ والْجزَعَا
وأيْقظَ العالَمَ المُعْمَى علَى نفَقٍ
بهِ يُخرِّجُ مِنْ أبطالِهِ دُفَعَا
كأنّهُ عَلَّمَ الأحْــرارَ عادَتَهُ
وألْهمَ الْجيلَ جِيلَ الْعوْدةِ الورعَا
إِنْ سَيِّدٌ غابَ قَامَ سيِّدٌ ثِقَةٌ
ردَّ الغُزاةَ وحَقَّ الْحقَّ فَامتنَعَا
على خُطَى القائدِ المِغْوارِ منعرَجٌ
يَهْدِي إلى الفتْحِ بالعزِّ الذي زرَعَا
طُوْبَى أبا الشهدَاءِ الصِّيدِ مَقْعَدُهُ
عندَ المليكِ إلى الفِرْدوْسِ قدْ رُفِعَا
يَلْقَى الأحبةَ والياسينَ يقْدُمُهُمْ
طـٰهَ الإِمامُ وكُلُّ الأنْبِيَاءِ مَعَا