عامقضايامقالاتمقالات الرأي

السبيل الى وقف الإبادة وإغاثة غزة.

د. عبد الرزاق مقري

لا يمكن أن تهدأ نفوسنا بعد الخطاب التاريخي للملثم وشكواه باسم الشعب الفلسطيني إلى الله من تخاذلنا، وإنه لا بد أن نجيبه بدعوة بعضنا البعض إلى رفع مستوى النصرة إلى أعلى مستويات الاستطاعة، قياما بالواجب لغرض النجاة من سخط الله علينا، ورجولة ومروءة، وإدراكا منا بأننا والله لن يسلم أي منا، بلدا بلدا، عائلة عائلة، فردا فردا، إن استمرّ نهر الدم الفلسطيني والموت بالجوع والأمراض وإذلال الرجال والنساء والأطفال، والله لن نأمن أبدا إن سقطت غزة.

وفي هذا الإطار، ومن منطلق الخبرة والدراية بالملف ومجريات الأمور أساهم في تبيان السبيل إلى إيقاف الإبادة وإغاثة أهل غ ( وكذلك الضفة).
لا شك أن البيانات والخطب لصالح غ أمر جيد، وأن ج المرء بماله مقدم على غيره من أنواع ج سوى أن يهب المرء نفسه ش في سبيل الله، غير أن استمرار الإبادة وظروف الحصار المطبق ومنع الدعم والمساعدات من أن تمر جعلت الأولوية (مع استمرار الدعم الإغاثي) وواجب الوقت وفق القاعدة الشرعية ” ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”، إنما هو لمختلف الأعمال التي تؤثر وتساهم في وقف هذه الإبادة وكسر الحصار ومرور المساعدات، ومن هذه الأعمال:
•⁠ ⁠حصار النخب والشعوب لسفارات الكيان حيثما وجدت
•⁠ ⁠حصار النخب والشعوب للسفارات الأمريكية في كل العواصم.
•⁠ ⁠المسيرات المليونية في كل مكان في العالم.
•⁠ ⁠تنظيم حملات كسر الحصار ، بحرا عبر السفن الى غزة، وجوا نحو مصر، وبرا من كل مكان نحو معبر رفح. ومن لم يستطع فعل ذلك لعذر شرعي فليجهز من يستطيع.
•⁠ ⁠العصيان المدني الشامل في الدول المطبعة حتى يتوقف التطبيع ويُطرد سفراء الاحتلال.
•⁠ ⁠الضغط على كل الأنظمة في العالم العربي والإسلامي بكل وسائل الضغط لاتخاذ موقف جماعي صارم لصالح غزة وفلسطين وضد الولايات الأمريكية المتحدة.
•⁠ ⁠تفعيل الجبهة السورية.
•⁠ ⁠تفعيل الشارع الأردني للزحف نحو فلسطين.
•⁠ ⁠الانخراط في أي نشاط يدعو اليه أي كان من أجل غ ومنها دعوات طرق الأواني، الحملات الإلكترونية ، المسيرات … .
إن صورة الجسم الهزيل التي ظهر بها الملثم، ونبرة صوته، ورسالته، قضت على حجج أؤلئك الذين اعتقدوا، من العلماء والقادة والنخب والأحزاب والمنظمات، بأن البيانات والخطب وبذل المال كاف لتسكين أوجاع ضمائرهم والتحلل من المسؤولية تجاه ما يحدث من إبادة وتجويع وتصفية للقضية.
وإن أي بلد، مهما كان قريبا أو بعيدا عن غ، يعتقد حكامه ونخبه بأنه غير معني ستحق به لعنة الدم الفلسطيني وسيذوق من البلاء جراء الخذلان ما لا يطيقه.
وأما أؤلئك الذين انزعجوا من تحية الملثم لإخوان الصدق، فليفعلوا مثلما فعله من سماهم “إخوان الصدق” ، وليفعلوا ذلك بأي طريقة من الطرق ولأي مقصد من المقاصد، ولو نجدة ورجولة وشهامة كما كان ديدن عرب الجاهلية، ولو من أجل السمعة والجاه، ولو من أجل استغلال القضية الفلسطينية. لا شك أن الأجر في الإخلاص، والبركة في الصدق، ولكن المظلوم لا يسأل عن نية من ينصره، ولا يلتفت المكلوم لصفة وانتماء من يغيثه، ولن يسجل التاريخ المقاصد لأن الله وحده من يعرفها، ولكن يسجل الأفعال والأعمال. إنه لن يتوقف التاريخ عند مَن مِن أهل الـ”ي” السعيد نصر غزة وثبت على ذلك، ولكن سيسجل بأن الـ”ي” كبلد هو من نصر ووقف وقفة المروءة والمجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى