((الفرق بين الأدلجة والوعي))
((الفرق بين الأدلجة والوعي))
✍️ د. سعد الكبيسي
هناك فرق شاسع بين الأدلجة والوعي.
وأقصد بالأدلجة:
أن يعتنق الفرد مجموعة من الأفكار والتصورات والمبادئ تجاه قضية ما ويكون عادة متمسكا بها ويعتبرها هي الفرق والمعيار بين الصواب والخطأ.
وأقصد بالوعي:
أن يمتلك الفرد منهاجا للتفكير ومنظومة من المعارف وتكوينا جيدا يؤهله للتعامل مع ما حوله من أفكار وأحداث بصورة صحيحة وليميز من خلالها الصواب من الخطأ.
فمثلا حين يتخذ الفرد موقفا عاجلا بالرفض أو القبول تجاه حدث ما نتيجة أفكاره التي يعتنقها فهذه أدلجة.
لكن حين يدرس الفرد على مهل أسباب الحدث ومظاهره وآثاره ومعالجاته وأساليب التعامل معه وملاحظة المشتركات والفروق فهذا وعي.
إن صناعة الأدلجة هي المهمة الأسهل؛ لأنها عملية تلقينية تأخذ طريقها للعقول في حالة عرضها بصورة جيدة.
أما صناعة الوعي فهي المهمة الأصعب؛ لأنها عبارة عن حفر معرفي في العقول لتستبدل مناهج للتفكير بأخرى وتحوله من متلق فحسب إلى ناقد فاحص لكل ما حوله وهذه ليست بالمهمة السهلة.
وهنا نقول إن المؤدلج قد يكون واعيا وقد لا يكون، لكن كثيرا من المؤدلجين – وللأسف – وبسبب حالة الحماسة والإخلاص لما يعتنقون، فهم يظنون أنفسهم أنهم وعاة ووعاة من الدرجة الأولى!!!.