الفقه الإنساني
د. نزار كريكش
نشعر أحيانا بضيق العيش وكدره، صعوبة الناس وتعقيدات الحياة والمصائب التي تنهال على البشرية… ويبدو أننا نغرق في البحث عن الأسباب… ويحدثنا احبابنا بعدها عن تجارب الناس ونجاحاتهم فلان كان فقيرا فاستغنى وفلان كان غريبا فصار رئيسا وهكذا…لكن الجواب الذي نجده في القرآن عجيب غريب…. وهو أننا نحب المال حبًا جما لدرجة أننا لا نكرم اليتيم ولانبالي بطعام المسكين والفقير…و لايمكننا رؤية المستقبل والتفكير خارج إطار المادة…وحين يرتقي الامر لتفسير سقوط ثمود وفرعون فهو أمر جدير بالانتباه. يبدو أن الامر يتعلق بطبيعة الإنسان وقسوته لذا كان هذا الاستفهام ( فلا اقتحم العقبة؟)… هذه الطبيعة هي الرغبة في الاستمرار في حالة نعيم والهلع والفزع من التغيير ..فلم يظل هذا الجوع في البشرية من اليتيم والقريب… السبب هو تلك النفس التي لم تدرك أن تقلب الزمان يقتضي التعاون والبحث عن العدالة وليست مقارعة الزمان وتأمين المستقبل بمزيد من المال. رغم كل المناهج والنظريات لم يتغير الإنسان وبذا نعود للوحشية من قريب مع كل يوم ذي مسغبة في كل أزمة أو نزاع … إنها النفس التي لم تشأ أن تسلك طريق التزكية لذا تعسرت الحياة…مسار التعقيد هذا اذا يفسر الكثير… لذا فإن الجدل كبير حول هل البشرية اليوم استطاعت تحقيق اهدافها وقضت على الفقر والعنف والعنصرية…أم لا ؟؟
في هذا السياق نجد سورة عجيبة وهي سورة الضحى. نجد أن الله يحدث نبيه أن الله قد أخرجه من اليتم والفقر والعسر…!! أمر مثير حقاً … فأنت إذا تأملت في كل صاحب نعمه ستجده في يوم ما صاحب عوز… ألسنا نسعد بقراءة قصص النجاح هذا كان خادما وهذا كان فقيرا معدما وهذا هاجر مبعدا… ثم تحولت أحوالهم… من غير حالهم كما يخرج الضحى بعد الليل إذا سجى ؟ … حقاً إن مع العسر يسرا …!!