بين الصوم والصيام عبادة وشمولية

أ. عبد السيد الشريف
أحد أركان الإسلام صيام رمضان، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان، رواه البخاري ومسلم. الركن لغة الجانب القوي من الشيء فيكون عينه. وفي الاصطلاح ما يقوم به ذلك الشيء من التقوم، إذ قوام الشيء بركنه، لا من القيام.
يقول الله سبحانه في كتابه المبين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183). وفي جميع الآيات التي ذكرت الصيام الذي هو “الإمساك عن المفطرات مع النيّة من طلوع الفجر حتى غروب الشمس”، جاء التعبير عنه بلفظ “الصيام” لا بلفظ “الصوم”، ولم يرد لفظ الصوم إلا مرّة واحدة في سياق آخر، وكان يعني الصمت، أي: الإمساك عن الكلام، أو الإمساك عن الكلام والطعام، كما قال بعض المفسّرين، وهو قوله تعالى: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} (مريم: 26).
بعيدا عن الفرق اللغوي بن الصوم والصيام فهنا ليس مكانه، فمنهم من قال لا يوجد ترادف في القرآن وأن لكل كلمة استعمالها؛ لا شك أن زيادة المبنى – يعنى كثرة الحروف – زيادة في المعنى فكلمة “الصيام” أكثر في عدد الحروف من “الصوم”. فالصَّوْمُ في الأصل: الإمساك عن الفعل مطعما كان أو كلاما أو مشيا، ولذلك قيل للفرس الممسك عن السّير أو العلف صَائِمٌ.
قال النابغة الذبياني:
خيل صيام، وخيل غير صائمة * * تحت العجاج، وأخرى تعلك اللجما
أي خيل ممسكة عن السير والكر والفر. وخيل غير صائمة، أي غير ممسكة عن ذلك، بل سائرة. ومعنى تعلك اللجما: أي تمضغها، متهيئة للسير والكر والفر.
الإمام أبو هلال العسكري في “معجم الفروق اللغوية” (بقوله: [الفرق بين الصيام والصوم: قد يفرق بينهما بأن الصيام هو الكف عن المفطرات مع النية، ويرشد إليه قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].
وقد وجدنا أنّ الله عزّ وجلّ اختار في كتابه لفظ “الصيام” على قالَب “فِعال” لا لفظ “الصوم” على قالَب “فَعْل” للدلالة على هذه الفريضة. ومتى ذُكر “الصيام” في القرآن عرفنا أنّه الصيام المعروف بأحكامه هذه، لا مجرّد الإمساك عن شيء ما. واختيار لفظ “الصيام” على قالَب “فِعال” يدلّ على بلاغة القرآن ودقّته؛ لأنّ الزيادة في المبنى زيادةٌ في المعنى، كما يقول أهل البلاغة؛ تحمل معنى الثبات والمداومة مثل كلمة الصلاة والزكاة.
الصوم والصيام في السنّة النبويّة الشريفة
باستقراء الأحاديث الصحيحة التي وردت فيها ألفاظ الصوم أو الصيام؛ وجدتُ أنها جميعًا تأتي في سياق الحديث عن فريضة الصيام، أي أنّ السياق نفسه يدلّ على أنّه صيام رمضان. استخدام بمعنى واحد على عكس بلاغة القرآن ودلالته كما ذكرنا سابقا.
هناك مفهوم أعمق وأشمل للصيام غفل عنه كثير من أناس، وهو هذا الركن هل يعني فقط الإمساك عن الطعام والشراب، أو الإمساك عن الكلام الفاحش والبذيء أم أن المفهوم أشمل، والمطلوب من المسلم لينال أجر الصيام الحقيقي والثواب الجزيل؛ الذي اختص به الله وهو نصف الصبر .
في البخاري عن أبي هريرة قال قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ. يعني أن الصوم أو الصيام خالِصٌ لله، لا يَعلَمُ ثَوابَه المُترتِّبَ عليه غَيره، «وأنا أَجْزي به»، أي: أتولَّى جَزاءَه، وأنْفَرِدُ بعِلمِ مِقدارِ ثَوابِه، وتَضعيفِ حَسَناتِه، وأمَّا غيرُه مِن العِباداتِ، فقدِ اطَّلَعَ عليها بعضُ النَّاسِ؛ فالأعمالُ قدْ كُشِفَت مَقاديرُ ثَوابِها للناسِ، وأنَّها تُضاعَفُ مِن عَشْرةٍ إلى سَبْعِمئةٍ، إلى ما شاء اللهُ، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّ اللهَ يُثيبُ عليه بغَيرِ تَقديرٍ.
والصَّائمُ الكاملُ صَومُه هو الَّذي صامتْ جَوارحُه عن الآثامِ، ولِسانُه عن الكذِبِ والفُحْشِ، وقَولِ الزُّورِ، وبَطْنُه عن الطَّعامِ والشَّرابِ، وفَرْجُه عن الرَّفَثِ، فإنْ تَكلَّمَ لم يَتكلَّمْ بما يَجرَحُ صَومَه، وإنْ فَعَلَ لم يَفعَلْ ما يُفسِدُ صَومَه، فيَخرُجُ كَلامُه كلُّه نافعًا صالحًا، وكذلك أعمالُه، هذا هو الصَّومُ المشروعُ، لا مُجرَّدُ الإمساكِ عن الطَّعامِ والشَّرابِ .
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله في “إحياء علوم الدين” (1/ 234). “اعْلَمْ أَنَّ الصَّوْمَ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ صَوْمُ الْعُمُومِ وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص
وأما صَوْمُ الْعُمُومِ: فَهُوَ كَفُّ الْبَطْنِ وَالْفَرْجِ عَنْ قضاء الشهوة، كما سبق تفصيله.
وَأَمَّا صَوْمُ الْخُصُوصِ: فَهُوَ كَفُّ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَاللِّسَانِ ، وَالْيَدِ وَالرِّجْلِ وَسَائِرِ الْجَوَارِحِ، عَنِ الْآثَامِ.
وأما صوم خصوص الخصوص: فصوم القلب عن الهمم الدَّنِيَّةِ، وَالْأَفْكَارِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَكَفُّهُ عَمَّا سِوَى اللَّهِ عز وجل بالكلية”.
قال ابن رجب رحمه الله: “لطائف المعارف”، ص155 “قال بعض السلف: أهون الصيام: ترك الشراب والطعام. وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء..
وفي مسند الإمام أحمد: أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكادتا أن تموتا من العطش، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض، ثم ذكرتا له، فدعاهما، فأمرهما أن تتقيآ، فقاءتا ملء قدح قيحا ودما وصديدا ولحما عبيطا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما؛ جلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان في لحوم الناس)”، وقال الألباني – رحمه الله – كما في “السلسلة الضعيفة” 2/ 10. هذا سند ضعيف بسبب الرجل الذي لم يسم. اهـ.
لكن لا شك أن الغيبة والنميمة تخرق الصيام وتنقص أجره، وتضعف أثره في قلب الصائم.
المقصود من هذا المقال ما قاله الإمام الغزالي من المفهوم الصحيح والشمولي للصيام، وأنه شامل لصيام الفكر والقلب والجوارح والبطن والفرج, يعني إمساك كل الجوارح عن المحرمات والمفطرات، والظن السيئ “ظن الجاهلية”؛ وهذا متعلق بصيام الفكر والتحرر من الأفكار الخاطئة والمنحرفة.
من خلال التأمل والاستقراء وتطبيق نظرية الشمولية على الصيام كعبادة وركن من أركان الإسلام، تبين أن الصيام والصوم لكي يحقق مفهومه ومقصده، يشمل الآتي:
• صيام الفكر
• صيام القلب
• صيام اللسان
• صيام البصر
• صيام السمع
• صيام بقية الجوارح من اليد والرجل والفرج
هذه أنواع الصيام ومقاصد الصيام من الإمساك والتعبد والتطهر وليس انقطاع عن الأكل والشرب والجماع في زمن محدود معلوم، وإنما هو امتناع عن المنكرات بالجوارح والحواس، وبالنوايا والعواطف، وكل ما يخالف الله ورسوله.
1- صيام الفكر
يمتد المفهوم الشمولي للصيام للجانب الفكري من حياة الفرد والجماعة، ليشمل مختلف نشاطاته العقل البشري من تفكير وتصور وتخيل، ومن اقتناع واعتقاد والتزام، ومن نظر ورأي واجتهاد يمس الإنسان والحياة والكون.
وصيام الفكر يستلزم التخلي عن كل فكر أو اعتقاد أو فكر أو نظرية تخالف المنهج التربوي الصحيح أو كل ما هو معلوم من الدين بالضرورة, وأن يكون مصدر تدفق الفكر وتلقيه وتصوره من الدين الإسلامي الصافي والفهم الصحيح للشريعة.
وهذا الصيام الفكري الذي يتوافق مع المعنى الحقيقي للشريعة والفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، لكي تكتسب الفكر الصحيح والصيام والامتناع عن الأفكار التي تشوشه لا بد من تعلم الشريعة والتفقه فيها بأقل قدر من الحصانة الشرعية من فقه الاعتقاد الصحيح وفقه العبادات والتزكية والتربية الروحية. روى البخاري ومسلم عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ. ولا ننسى الصحبة الصالحة والبيئة الطيبة اللازمة لإنشاء فكر صافٍ ونقي بعيد عن الأفكار المنحرفة والظنون السيئة.
فالفكر الصافي دائما يظن الظن الحسن بالله، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه؛ ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى شبرا ، تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلى ذراعا؛ تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة)). رواه البخاري وأخرجه مسلم.
ومن الأمراض التي يجب أن يصوم عنها الصائم هي سوء الظن بالله، قال تعالى: ((ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما)). يقول صاحب الظلال “وقد جعل الله صفة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات هي ظن السوء بالله. فقلب المؤمن حسن الظن بربه، يتوقع منه الخير دائما. يتوقع منه الخير في السراء والضراء. ويؤمن بأن الله يريد به الخير في الحالين. وسر ذلك أن قلبه موصول بالله. وفيض الخير من الله لا ينقطع أبدا. فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الأصيلة، وأحسها إحساس مباشرة وتذوق. فأما المنافقون والمشركون فهم مقطوعو الصلة بالله. ومن ثم لا يحسون تلك الحقيقة ولا يجدونها، فيسوء ظنهم بالله؛ وتتعلق قلوبهم بظواهر الأمور، ويبنون عليها أحكامهم. ويتوقعون الشر والسوء لأنفسهم وللمؤمنين، كلما كانت ظواهر الأمور توحي بهذا؛ على غير ثقة بقدر الله وقدرته، وتدبيره الخفي اللطيف”
بل إن توارد الأفكار المنحرفة والضالة على فكر المسلم قد تؤدي به إلى ظن الجاهلية قال تعالى: “يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية…” وطائفة أُخرى أهمَّهم خلاص أنفسهم خاصة، وضَعُفَتْ عزيمتهم وشُغِلوا بأنفسهم، وأساؤوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه، وظنوا أن الله لا يُتِمُّ أمر رسوله، وأن الإسلام لن تقوم له قائمة، ولذلك تراهم نادمين على خروجهم للدعوة والمشاركة في الخير والصلاح.
وأخيرا…. لكي نبين أهمية صيام الفكر الفرق الإسلامية التي حذر منها النبي عيه الصلاة والسلام ومنها الخوارج والمرجئة كانت مشكلتهم فكر وليس صيام أو صلاة أو عبادة بل كانوا صواما قواما عبادا زهادا. في البخاري عن علي بن أبي طالب سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: سَيَخْرُجُ قَوْمٌ في آخِرِ الزَّمانِ، أحْداثُ الأسْنانِ، سُفَهاءُ الأحْلامِ، يقولونَ مِن خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، لا يُجاوِزُ إيمانُهُمْ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فأيْنَما لَقِيتُمُوهُمْ فاقْتُلُوهُمْ، فإنَّ في قَتْلِهِمْ أجْرًا لِمَن قَتَلَهُمْ يَومَ القِيامَةِ.
2- صيام القلب:
صلاح المسلم وصلح حاله وجسده بصلاح قلبه وفساد كل ما ذكرنا بفساد القلب: ففي حديث النعمان بن بشير المتفق عليه قال صلى الله عليه وسلم: (أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ).
وهو ملك الأعضاء قال أبو هريرة رضي الله عنه: “القلب مَلِكٌ والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده”.
صيام القلب يكون بتنقيته من الشرك والكبر والرياء والحقد والحسد وكل أمراض القلوب فقلوب الصائمين لا تعرف الحقد والحسد والبغضاء فهي ممتلئة بالنور وحب الله رسوله والإخلاص ومراقبة الله جل وعلا,
سلامة القلب وطهارته وصفاؤه ونقاوته، مطلب رباني، ومقصود شرعي، وكلما طهر قلب العبد كان من أفضل الناس.. فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الناس أفضل؟ قال: (كل مخموم القلب، صدوق اللسان)، قالوا: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال: (هو التقي، النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد) [صححه الألباني] .
ويقول ابن رجب رحمه الله: (..الأصل في التقوى والفجور هو القلب، فإذا بر القلب واتقى، برت الجوارح، وإذا فجر القلب فجرت الجوارح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التقوى ها هنا.. وأشار إلى صدره)”. [انظر جامع العلوم والحكم].
والقلب هو محطُّ نظرِ الرب سبحانه، كما قال صلوات الله وسلامه عليه: (إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)(رواه مسلم).
وفي سورة الحج قال سبحانه: {لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج:37].
كيف كيف يصوم مَن أفطر قلبه على سيئ الأعمال، وكريه الأخلاق، وانطوى صدره على الغش لإخوانه، وإلقاء العداوة بينهم، وإذكاء نيران الفرقة في صفوفهم وقطيعة للأرحام والبغضاء والشحناء.
فإذا صام القلب عن هذا كله فإنه يصبح قلبًا طاهرًا عامرًا بحب الله، قلبًا فيه نور وهاج لا تبقى معه ظلمة فتراه يُزْهِرُ كالمصباح، ويضيء كالشمس، ويلمع كالفجر.
ولا ننسى أن تختم بالكلام عن أعمال القلوب، وهي التي محلها القلب كالمحبة والشوق والخوف والرجاء والإخلاص والصدق والخشوع والخضوع والتضرع والتواضع وغيرها.
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه في وصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوبا…).
وقال أبو بكر المزني رحمه الله تعالى: (ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه).
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله -:
” أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبع ومكملة، وإن النية بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء، الذي إذا فارق الروح فمواتٌ، فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح “.
بل إن الصوم القلبي الحقيقي يطهره من وحر الصدر أي الغل والحقد ففي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صيام ثلاثة أيام من كل شهر تذهب وحر الصدر” .
3. صيام اللسان:
وصيام اللسان يكون بالإمساك عن فضول الكلام والخوض في الباطل والمراء، والخصومة والكذب والنميمة والفحشاء والجفاء، واللعن والسخرية والاستهزاء. قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]
وإذا كان صوم اللسان يكون على الدوام، إلا أنه يتأكد عند الصيام، كما جاءت بذلك الأخبار عن الحبيب المختار – صلى الله عليه وسلم -.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم. إني صائم”.
الرفث: الكلام الفاحش كما قال الحافظ في “الفتح” 4/126).
وفي صحيح الترمذي عن أبي سعيد الخدري “إذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ اللِّسانَ فتقولُ اتَّقِ اللَّهَ فينا فإنَّما نحنُ بِك فإن استقمتَ استقمنا وإن اعوججتَ اعوججنا”
وأخرج البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
“مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.
وفى رواية ابن ماجه وأبو داوود: “مَن لم يدع قول الزور، والجهل والعمل به، فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه”.
• والمراد بقول الزور: الكذب، والجهل: السفه، والعمل به: أي بمقتضى الجهل وسوء الخلق وليس للصيام أثر في سلوكه ولسانه.
حتى الصحابة كانوا يخافون من اللسان: يُروَى أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يضع حصاة في فيه يمنع بها نفسه عن الكلام، وكان يشير إلى لسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: والله الذي لا إله إلا هو، ما شيء أحوج إلى طول سجن من لسان!.
قال الشاعر: احـفظ لســانك أيهـا الإنســـــان لا يلــــدغـنـــك إنـــه ثعــبـــان
كـم فـي المقابر مـن قتيل لسـانه كـانت تخــاف لقـاءه الشــجعان
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”. متفق عليه
بل إن الله تعالى أمرنا فقال في محكم تنزيله “وقولوا للناس حسنا”
أخرج الإمام أحمد، عن أبي عبيدة بن الجراح – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “الصيام جنة ما لم يَخْرِقها” قال الدارمي: “يعنى بالغيبة”.
وتقول حفصة بنت سيرين: “الصيام جنة ما لم يَخْرِقها صاحبها، وخرقها: الغيبة”.
وقال بعض السلف:
“الغيبة تخرق الصيام، والاستغفار يرقعه، فمَن استطاع منكم ألا يأتي بصوم مخرق فليفعل”.
ويقول أبو العالية: “الصائم في عبادة وإن كان راقداً على فراشه: ما لم يغتب”
وقال الشاعر في هذا المعنى:
واعلم بأنك لا تكونُ تصومُه حتى تكونَ تصومُهُ وتصونُه
يعني الصيام الحقيقي والكامل في الأجر الذي يحفظ فيه الصائم لسانه من الزلل.
وما أجمل عبادة الصمت للصائم – إلا عن خير – عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليك بُحسن الخلُق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده، ما تجمَّل الخلائق بمثلهما”. )صحيح الجامع.
الصمــت زيـن والسـكوت سـلامة فإذا نطقت فلا تكــن مكثـاراً
فـإذا نــدمت على ســكوتك مـرة فلتندمـن علـى الكلام مـراراً
ونختم بوصية النبي عليه الصلاة السلام لمعاذ “ألا أخبرُكَ بملاكِ ذلِكَ كلِّهِ؟ قُلتُ: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قال: فأخذَ بلِسانِهِ قالَ : كُفَّ عليكَ هذا، فقُلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ، وإنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ؟ فقالَ: ثَكِلَتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلَّا حَصائدُ ألسنتِهِم.
4- صــيام البصر
قال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور: 30-31].
وغض البصر عن النظر إلى ما حرمه الله بكل أنواعه وأشكاله مأمور به، والغض عن عورات النساء بالنسبة للرجال، وللرجال بالنسبة للنساء هو أكبر مقاصد الآية هنا، وإنما أمر الله به للجنسين لما في ذلك من المصالح الكثيرة، والتي جمعها الله تعالى في لفظة جامعة بقوله: {ذلك أزكى لهم}.. وهذه الزكاة والطهارة تشمل الدين والعرض والنفس والقلب والخلق والمروءة وغيرها.
أخرج الإمام مسلم عن جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال:
“سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن نظرة الفجأة، فقال: اصرف بصرك”.
ورحم الله من قال:
كل الحوادث مبدأها من النظر .. .. ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها .. .. في أعين الغيد موقوف على الخطر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها .. .. فتك الســهام بلا قـوس ولا وتر
يســر ناظــره ما ضــر خاطــره .. .. لا مرحـبا بسرور عاد بالضرر
من أعظم فوائد ومنافع غض البصر يورث الحكمة والنور والبصيرة في القلب، فمن ترك النظر إلى ما حرم الله بنور عينه عوضه الله تعالى نورا في القلب، فيطلق له نور بصيرته يبصر به الحق من الباطل، {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا}، والجزاء من جنس العمل، ولعل هذا هو السر في ذكر آية غض البصر في سورة النور؛ كما أشار إليه شيخ الإسلام.
5- صيام السمع والأذن
يكون بالبُعْد عن سماع الحرام، وعن كل ما يغضب الرحمن، سواء كان في رمضان أو في غيره؛ لأننا سنحاسب على كل ما نسمعه بإرادتنا، قال تعالى:
﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ [الإسراء: 36]
يجب على الصائم أن يبتعد عن لغو أو كلام تافه من قذارات الإعلام وأبواق الفتنة امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾ [القصص:55]. يقول أحدهم:
إذا لم يكن في السمع مني تَصَوُّنٌ وفى بصري غضٌ، وفى منطقي صمتٌ
فحظي إذا من صومي الجوعُ والظمأُ وإن قلتُ إني صمت يوماً فما صمت
قال تعالى: (سماعون للكذب أكالون للسحت..)، المائدة 42 .قال الشيخ السعدي – رحمه الله – {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ } والسمع هاهنا سمع استجابة،- أي: من قلة دينهم وعقلهم، أن استجابوا لمن دعاهم إلى القول الكذب.
{أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}- أي: المال الحرام، بما يأخذونه على سفلتهم وعوامهم من المعلومات والرواتب، التي بغير الحق، فجمعوا بين اتباع الكذب وأكل الحرام.
سماعون صيغة مبالغة يعني كثرة استماع للكذب والزور والإشاعات وانقباض من سماع الحق والكلام الطيب، وهذه هي القلوب المريضة والنفوس الخبيثة، فلنحذر من الإعلام الهابط وقنوات الفتنة ودعاة الضلال الذين ينشرون الفتنة وقطيعة الأرحام في المجتمعات المسلمة. فلنعود أسماعنا وآذاننا على سماع الطيب ونشر الطيب لكي يكون صيامنا طيب فالله طيب لا يقبل إلا طيب.
6- صيام اليد
صيام اليد كفها عن كل أذى للمسلم من قتل وترهيب وبطش وسرقة للمال العام والخاص على حد سواء وأخذ الرشوة والهمز واللمز وغير ذلك من ألوان المعاصي والذنوب.
فعلى الإنسان منا ألا يبسط يده إلا في الخير، فقد أخرج الطبراني من حديث أسود بن أصرم المحاربي – رضي الله عنه – قال: “قلت: يا رسول الله أوصني، قال: أ تملك يدك؟ قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي! قال: أتملك لسانك؟ قال: فما أملك إذا لم أملك لساني!، قال: فلا تبسط يدك إلا إلى الخير، ولا تقل بلسانك إلا معروفًا”. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المُسلِمُ مَن سَلِمَ المسلمون مِن لسانه ويده، والمُهاجِرُ مَن هجَرَ ما نهى الله عنه))؛ متفق عليه.
وهنا نقطة لابد من إثارتها وهي أن كثيرا من الممسكين وليسوا صائمين يكتبون بأيديهم على صفحات التواصل الاجتماعي محتويات هابطة أو إثارة فتنة أو الطعن في الصالحين والمصلحين من العلماء الربانيين والدعاة المخلصين أو كتابة تقارير كاذبة، فليتذكر أنه ينقص أجر صيامه ويوم القيامة سوف يحاسب حسابا عسيرا.
قال الشاعر : وما من كاتب إلا سيبلى ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
فاحرص أخي الصائم إن كنت تريد قبول صيامك وتكون من الفائزين؛عليك أن يسلم الناس من لسانك ويدك.
7- صيام الرجل
يعني أن تحفظ أقدامك أو رجليك من أن تمشي بهما إلى حرام أو إلى مكان معصية أو إلى مواطن أذية مسلم، فيجب أن نعلم أن هذه الخطوات، التي تمشيها فهي مكتوبة سواء كانت إلى خير أو إلى شر.
فقد أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قرأ هذه الآية: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة: 4]، قال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أَمَة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عملت كذا وكذا، يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها”.
8- صيام الفرج
وصيام الفرج هو البعد عن الزنا واللواط، أو الاستمناء، فمَن وقع فيما ذكر فقد وصفه رب العالمين في كتابه الكريم بأنه من المُتعدِّين، فقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 5 – 7].
فعلى الإنسان أن يحفظ فرجه عن الزنا؛ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32].
والله سبحانه وتعالى يغار من زنى العبد أو الأمة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري أن الحبيب النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في صلاة الخسوف: “يا أُمَّة محمد. ما من أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته”.
وحفظ الفرج يكون من الزنا واللواط وكذلك إتيان وهي حائض أو في دبرها.
فقد أخرج أبو داوود عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
“مَن أتى حائضاً أو امرأة من دبرها أو كاهناً فصدَّقه، فقد كفر بما أُنْزِل على محمد”
وللأسف تسعى منظمات دولية ذات إمكانيات عالية ونفوذ دولي لنشر المثلية من اللواط والسحاق بين المجتمعات الإسلامية؛ لذلك شهر رمضان فرصة لمحاربة هذه الفواحش والمنكرات التي تمثل انتكاسة للفطرة السليمة.
وبالجملة: فعلى الإنسان أن يحفظ الجوارح جميعها عن الحرام؛ حتى لا يقع في زنا الجوارح.
قد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه». متفق عليه
بل وستشهد عليه عينه يوم القيامة، كما قال تعالى:
﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [فصلت: 20].
فعلى الإنسان أن يتقي الله في هذه الجوارح، والتي ستكون خصمه يوم القيامة، وسيُسألُ عنها بين يدي ربِّ العالمين، قال تعالى:
﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ [الإسراء: 36]
وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [ فصلت:21].
وفي التفسير الميسر “وقال هؤلاء الذين يُحْشرون إلى النار من أعداء الله لجلودهم معاتبين: لِمَ شهدتم علينا؟ فأجابتهم جلودهم: أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء، وهو الذي خلقكم أول مرة ولم تكونوا شيئًا، وإليه مصيركم بعد الموت للحساب والجزاء”.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا يارب العلمين.