بِدَايَةُ النَّهضَةِ التَّعلِيمُ
بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
بِدَايَةُ النَّهضَةِ التَّعلِيمُ
هذا الأسبوع كان بداية العام الدراسي في مختلف مراحل التعليم العام (الأساسي والمتوسط)، وكانت بالفعل تظاهرة تعليمية متميزة، ونشاطا واضحا في استقبال أبنائنا الطلبة والطالبات، واستعدادا يذكر فيشكر لوزارة التعليم بجميع مكوناتها الإدارية والتعليمية؛ بدءا من انتظام الخطة الدراسية هذا العام، بعد العثرات التي واجهت الوزارة نتيجة الأوضاع الأمنية والصحية؛ آملين تحقيق أهدافها هذا العام، وتشمل تحديد المواعيد لبداية الدراسة ومواعيد الامتحانات والعطلات إلى جانب توفير الكتاب المدرسي وتسليمه للمدارس في وقت مبكر، وكذلك استعداد المدارس لاستقبال التلاميذ، ولا بد من شكر أولياء الأمور، الذين عملوا على توفير احتياجات أبنائهم الطلبة والحرص على حضورهم من أول يوم.
بهذه المناسبة لابد من التذكير بأن الدول والأمم والحضارات تبنى بالعلم والمعرفة، والمدرسة والكلية والجامعة هي أدوات بناء هذه المعرفة وتكوين هذا الرصيد من العلم، وهنا من الضروري للجميع أن يدركوا أهمية المعلم ومكانته في العملية التعليمية، ويُعطى الاهتمام الكافي والتقدير المناسب، سواء في ما يتعلق بتطويره لمواكبة الوسائل الحديثة في التعليم، وتوفير الوسائل والبيئة المطلوبة للعملية التعليمية، أو توفير احتياجاته الخاصة حتى يكون وقته كله لممارسة هذه المهنة النبيلة، إضافة إلى التقدير والاحترام الذي يجب أن يجده من الجميع.
وهنا أود أن أتوجه بكلمة إلى معلمينا ومربينا الأفاضل؛ أنتم من يُعِدّ جيل المستقبل، وأنتم في الحقيقة من يبني الدولة في مستقبل أيامها، فإن كنتم تريدون مستقبلا واعدا ومتقدما لبلادنا، فالأمر بين أيديكم، فابذلوا الجهد والوسع لبناء جيل ملتزم دينيا وخلقيا، ومتسلحا بالمعرفة والوعي، وحريصا على العمل والإفادة، قادرا على العطاء والبناء؛ الوطن في قلبه والدين رائده، والعلم سلاحه، وبنو وطنه ساعده وعضده. علّموهم أن الإخلاص لله أساس العمل الصالح المقبول، وأن الحرص على الوقت سبيل النجاح والتفوّق، وأن الأخوة بين أبناء الوطن أساس البناء والتقدّم، وأن نجاحهم في بناء وطنهم لبنة في نجاح أمتهم. ربّوهم على اعتزازهم بدينهم وبربهم، وأنه أساس قوتهم لمواجهة التحديات والأعداء.
أساتذتنا الفضلاء: أنتم -لا شك- مدركون لما يُدَبّر لأبنائنا، وما يقوم به أعداؤنا ليل نهار من برامج وطرق متنوعة ووسائل مختلفة ومتقدمة؛ لتدمير أخلاقهم، بل ولتغيير دينهم وهويتهم، وقد يصل الأمر إلى تحطيم أخلاقهم وقيمهم، كما يعملون على إضعاف الأسرة وترابطها، بل وتشجيع الفردية والحرية الشخصية؛ حتى تطغى على الأسرة والمجتمع. فماذا نفعل تجاه ذلك؟ لا بد أن نحصّن أبناءنا وبناتنا تجاه هذه الدعوات بالعلم الصحيح والمعلومات التي تبني الشخصية القوية القادرة على تمييز الصحيح من السقيم والنافع من الضار. لا بد أن نكون لهم صدورا مفتوحة، وقلوبا عطوفة، ونفوسا مستوعبة حتى يشاركونا همومهم وأفكارهم، فنكون لهم عونا ومرشدا للخير والصلاح.
وهنا من الضروري أن نخاطب مؤسسات المجتمع المدني، التي تهتم بالتعليم وبناء الإنسان، ونطلب منهم التعاون مع المؤسسات التعليمية العامة والخاصة، والقيام ببرامج داخل هذه المؤسسات، تساعد فيما ذكرناه سابقا، وعلى وزارة التعليم أن تفتح أبوابها لمثل هذا التعاون والتفاعل مع مؤسسات المجتمع المدني، حتى تتكاتف الجهود ويتحقق المطلوب، ونصل إلى المراد والمقصود.
مهمة -لا شك- عظيمة، ولكننا بتكاتف الجهود، والتعاون الجاد قادرون على تنفيذها، وتحقيق ما نريده في سبيل بناء وطننا وأمتنا، على أساس من ديننا وهويتنا وقيمنا الدينية والاجتماعية، والله سيكون لنا عونا وسندا، وسيتولى أمرنا ويُنجح مساعينا، ويحفظ بلادنا من شر الكائدين والماكرين، هو نعم المولى ونعم النصير.