مقالاتمقالات تربوية

دروس تربوية من القرآن الكريم 2

 

بقلم / فرج كندي

في كل سورة من سور القرآن الكريم، وفي كل آية من آياته درس تربوي، ولا يتسع الوقت إلا لأخذ محدودة من هذه الدروس العظيمة، وعلى سبيل المثال لا الحصر نأخذ قوله تعالى في سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ}.
يبدأ الدرس بوصف هولاء الذين استجابوا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وامتلأت قلوبهم حتى صار هو حياتهم فيصفهم المولى عز وجل بهذا الوصف في كتابه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} آل عمران ١٩١.
الذين يذكرون الله تعالى في حال قيامهم وقعودهم وعلى جنوبهم، إنه الذكر لله تعالى في كل الأوقات وعلى جميع الأحوال…. فكيف كانوا يذكرون الله؟ هنا يظهر ويلوح الدرس التربوي … هل كانوا يذكرونه ذكر اللسان وحده؟ وهل يكفي ذكر اللسان وحده للقيام بالمهمة التي ألقيت على عاتق هذه الأمة، والمنصوص عليها في آيات من كتاب الله؟ منها: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله﴾ آل عمران، ومنها {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} البقرة.
لقد كانوا يذكرون الله باللسان والقلب… وهل كانوا يذكرونه باللسان والقلب وحدهما؟ وهل يكفي ذكر اللسان والقلب وحدهما للقيام بالمهام التي ألقيت على عاتق الأمة؟.
الإجابة عن هذه التساؤلات في قوله: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} البينة ٥.
وهذا تقرير من الله تعالى أن يعبدوه وحده مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وهذا هو الدين القيّم الذي كُلّفوا به وأمروا أن يتّبعوه بإخلاص.

فطوبى لمن أخلص عمله لله تبارك وتعالى

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى