مقالاتمقالات الرأي

دناءة الفعل بحرقِ أعظم كتاب عرفته الإنسانية (القرآن الكريم) في السويد

 

د. علي محمد الصلابي

إن حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف في السويد أمام السفارة التركية يوم السبت 21/01/2023م، لهو غاية في الدناءة والوضاعة والعنصرية والبغض الإنساني، خصوصاً أنها جرت عين وحماية السلطات السويدية التي سمحت بتنظيم تظاهرةٍ حُرقت فيها نسخة من المصحف الشريف!
هذا العمل الدنيء يعبر عن الخسة والوضاعة، وبأن من يقوم بهذه الأعمال ما هو إلا ذراع شيطاني وأداة طيعة من أدوات إبليسية تنفذ الأهداف الخبيثة، كما تتنافى هذه الجريمة مع احترام عقائد البشر، ومعتقداتهم الدينية، وبالتالي هي استفزاز للأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.

ويظهر لنا جليّاً بأن الذين اقترفوا هذا الجرم الكبير والإثم العظيم على جهل كبير بهذا الكتاب العظيم الذي حفظ الله فيه سير سادة البشر من أولي العزم وقصة البشرية، وكرامة الإنسان والقيم الأخلاقية والعقائد والأحكام، وحقوق الإنسان.

لم يَدرِ هذا الذي حرق المصحف، أنه النور والضياء والهدى والبصائر للبشرية جمعاء، قال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 203]، أي القرآن.
وقال تعالى: {هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} [الجاثية: 11]؛ أي القرآن.

وقال: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21].
وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87]. {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ} [الرعد: 31]؛ أي: لكان هذا القرآن.

وقال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88].
فعلى العالم الإسلامي حكوماتٍ وممالكَ وشعوباً ودولاً إنكار هذا العمل الشنيع الذي ينافي – كل المنافاة – الحريات الإنسانية، ويكرس البغضاء والكراهية بين شعوب الأرض وأتباع الأديان.

فعلى علماء الأمة أن يقوموا بمناصرة كتاب الله تعالى، فتكون مثل هذه الحوادث فرصة لتعريف الناس بهذا الكتاب العظيم، فيقوموا بحقّه من التعريف به والدعوة إليه بكل الوسائل المتاحة، فهو الرسالة العالمية الخالدة، قال تعالى: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} [يوسف: 104].
وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1].

إن حرق المصحف من الجرائم العظيمة، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تندرج في إطار حرية التعبير، فهذا العمل الدنيء يتنافى مع العقل الإنساني والفطرة السوية، وهو انغماس كامل في طريق الشر والهلاك والضلال وغواية الشياطين … قال تعالى: 《يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ》 التوبة: 32. صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى