أخبار الجمعيةعامقضايامقالاتمقالات الرأي

سفينة عمر المختار في قافلة الصمود لفك الحصار عن غزة العزة

الوضع العام في غزة خصوصا، وفلسطين عموما لا يخفى على متابع لما يعرضه الإعلام بمختلف أشكاله، من صور مؤلمة من التجويع والحصار والقتل والتدمير، وفي كل يوم يزداد الأمر سوءا، والكيان المحتل لا يأبه بالعالم جميعا، ولا يهتم للقرارات الدولية، ولا لتقارير المنظمات الحقوقية، ولا حتى بما تصدره محكمة الجنايات الدولية، والأسوأ من ذلك الدعم العلني والصريح من حكومات العالم الغربي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تبرر للكيان وتمده بالمال والسلاح، وتمنع صدور أي قرارات تدينه وخاصة في مجلس الأمن.
إن ما أحدثه الطوفان من توضيح وكشف لحقيقة الصهيونية، وأحلام التوسع والاستيطان، دون اعتبار للقانون الإنساني واحترام للنفس البشرية، واستخفافا بحقوق الشعوب فضلا عن الأفراد، كل ذلك أظهر للعام أجمع الصورة البشعة والقبيحة لهذا الكيان، بل أظهر حقيقة تلك القوى التي كانت تنادي باحترام القانون الإنساني وتدعو إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، أظهرها وهي تناصره وتدعمه بكل ما لديها من إمكانات وقوة.
إن صبر أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع ومواجهتهم للطغيان والعنجهية الصهيونية كان لها الدور الأكبر في إظهار تلك الصور، وبيان مدى بشاعتها، مما جعل الشعوب في كل أرجاء المعمورة تتعاطف وتدعم قضية الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة، وبدأت تعلو أصوات تدعو إلى محاكمة قيادات الكيان باعتبارهم مجرمي حرب، ومنتهكين لحقوق الإنسان، وأن ما يقومون به هو نوع من التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
ظهر هذا التعاطف والدعم في صور عدة، منها تلك المحاولات لكسر الحصار عن غزة، وإدخال المساعدات إلى أهلها، وآخرها قافلة الصمود، وانضمام سفينة عمر المختار من ليبيا إلى هذه القافلة المباركة، وكان على رأس المشاركين من ليبيا أ. عمر الحاسي رئيس الوزراء الأسبق في حكومة الإنقاذ، كما شارك في قافلة الصمود ناشطون حقوقيون وسياسيون وإعلاميون من أكثر من سبعين دولة.
إن رمزية تسمية السفينة المشاركة من ليبيا باسم المجاهد البطل عمر المختار لتدل دلالة واضحة على دعم الشعب الليبي لإخوانه في غزة كما دعم إخوانه في الجزائر، عندما كانوا في مواجهة المحتل الفرنسي في النصف الأول من القرن الماضي، وما يمثله الشيخ الشهيد عمر المختار من رمزية الجهاد ضد المحتل، وما كان العدو يصفه بالمتمرد وقاطع الطريق تماما كما يفعل الصهاينة في وصف المجاهدين اليوم من أنهم أرهابيون وقتلة وغير ذلك من الصفات، وتجد -للأسف- بعضًا من المسلمين ممن يكرر هذا الكلام.
إننا في الوقت الذي نبارك هذه القافلة وندعمها بكل ما يمكننا من جهد مادي ومعنوي، فإننا نبارك ونثمن الجهد الذي قدمه أبناء شعبنا من تضامن ودعم يضاف إلى الصورة الجميلة مع قافلة الصمود، التي جاءت سابقا عن طريق البر، وكانت الصورة الجميلة من التضامن والاحتفاء والخدمات التي أثلجت الصدر وأظهرت المعدن الطيب للشعب الليبي الكريم، كما أن الدعم الذي جُمع لخروج سفينة عمر المختار ابتداء من رجل الأعمال الذي تبرع بها إلى ما جُمع من طعام ودواء ومعدات إغاثية لتدل دلالة واضحة على عنصر هذه الشعب ومعدنه المبارك، ومازال الدعم مطلوبا من نشر كل المعلومات عن حركة القافلة، ومتابعة حركتها والدعاء لها ولجميع سفن هذه القافلة أن يبلغهم الله المقصود، ويحفظهم من كيد وبطش العدو الغاشم، وأن يعيدهم إلى بلدانهم سالمين، ويجعل لأهلنا في غزة وفلسطين فرجا ومخرجا وأن ينصرهم على عدوهم، ويتقبل الشهداء ويربط على قلوب الثكالى والأرامل والأيتام، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وهو نعم المولى ونعم النصير.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى