شيء اسمه الأمم ” المتحدة”
الشيخ د. ونيس المبروك
منذ أن وعينا على الدنيا ونحن نسمع بشيء اسمه الأمم ” المتحدة ”
ولكن لم نكلف أنفسنا البحث عن إجابات واضحة لأسئلة بدهية
من هذه الأمم التي اتحدت ؟
وما هو الشيء الذي وحدها ؟
واتحدت على ماذا وضد من ومع من؟
ستجدون إجابات واضحة إذا راجعتم الأحبار التي على أوراقها !!
ولكن بالنظر في تاريخها العملي المعاصر ومواقفها الواقعية تجاه دول العالم ” الإسلامي” وقراراتها المصيرية ، ستجدون إجابة أكثر وضوحا .
والحق ما ترى لا ما تقرأ ،
رأينا ذلك في فلسطين والبوسنة والعراق والصومال وباكستان وبنغلاديش وبورما والصومال ولبنان وسوريا و …
الأمم المتحدة تمارس وصاية كاملة سافرة على الشعب وتحْجر على اختياراته
وتضرب بكل الأعراف والقوانين عرض الحائط ، فبعد أن عينت بعض الليبيين لاختيار حكومة وفرضتها على البلاد ، ها هي اليوم تسعى لاستبدال الهيئة الدستورية المنتخبة من كافة أبناء الشعب ، بهيئة تعينها هي وفق معاييرها، كي تضع دستورا للبلاد تكتمل به حلقات الوصاية والهيمنة على القرار السياسي وما يتبعه من مقدرات البلاد ومستقبلها
ما لم يتجمع أحرار ليبيا في جبهة وطنية عريضة لإنقاذ البلاد، ويتناسوا خلافاتهم الجزئية ، ويتفقون على مطالب وطنية جامعة، تمثل ميثاقا للعمل الوطني إلى حين استعادة البلاد؛ فإننا سندخل مرحلة طويلة من الاستعمار الحديث، وما يتبعه من تقويض للهوية الثقافية والدينية والاجتماعية للمجتمع .
مُلاّك الأمم المتحدة ووكلاؤها في المنطقة يرعبون ضعاف النفوس بما لديهم من ” دوائر ” يستدرجون بها الذين في قلوبهم مرض ” فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِىَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍۢ مِّنْ عِندِهِۦ فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ نَٰدِمِينَ”
هذه ليست دعوة للتمرد على هيئة الأمم المتحدة، فنحن اليوم أضعف من أن نتمرد على دويلة صغيرة قتلت شبابنا في عقر دارنا ، فضلا عن أمم قد اتحدت !
ولكنها محاولة لنشر الوعي، وفهم ” حقائق ” الأمور كما هي عليه، بعيدا عن أقنعتها الزائفة وخطابها الوهمي ، لأن بداية كل نهضة وإصلاح هو تشخيص العلل والانظلاق من واقع المعلول، وتوسيع أي هامش يمكن تقديم الخير من خلاله لأوطاننا وشعوبنا المقهورة .
#_بدايةالإصلاح_وعيٌ
