طلابنا والامتحانات النهائية
أ. مصباح الورفلي
كما نعلم جميعا أن العملية التعليمية لا تستقيم إلا عبر التقويم، فالامتحانات تعد الوسيلة التقييمية الوحيدة في اعتماد النتائج النهائية، وعليها يقرر اجتياز الطالب من مرحلة لمرحلة أخرى أو من صف لصف آخر؛ إلا أن هذه الوسيلة تم إلغاؤها في فترة من الفترات بخاصة مرحلة التعليم الأساسي في شقّه الأول، إذ اعتمد نظام الترحيل وفق تقييم مستوى الطالب بدءًا من الصف الأول إلى الخامس من هذه المرحلة التعليمية.
وبغض النظر عن مدى نجاعة عملية الترحيل من إخفاقاتها فلسنا بصدد تقييمها هاهنا بقدر ما نريده هو طرح تخوّف أربك أولياء الأمور وطلبتنا على حد سواء بعد إلغاء نظام الترحيل وإخضاع الطلبة للامتحانات بخاصة الصفين الرابع والخامس من التعليم الأساسي بالإضافة إلى إلغاء ما يعرف بالأسئلة الاسترشادية عبر تعميم من وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون المراقبات بعد ثبوت أثرها السلبي في مستوى الطلبة بحسب ما ورد بالتعميم.
ولطمئنة أولياء الأمور وطلبتنا لابد أن يدركوا أن العملية التعليمية الناجعة هي التي تستدرك خططها باستمرار بعد التقييم والمراجعة، وهذا بحد ذاته أمر لا يدعو للقلق وإن جاء بقرارات غيّرت نمطية معتادة، من وجهة نظري ومن منطلق عملي في الحقل التعليمي أن العشرية الماضية الناتجة عن الحرب والأوضاع الأمنية وتأثيرات جائحة كورونا فرضت أنماطًا غير معهودة من السلوكيات والنظم، لم يسلمْ من تأثيراتها وتداعياتها النظامُ التّعليمي، غيّرت في سير الخطط التعليمية ولم ترتقِ والعملية التعليمية الناجحة ذات النتائج الإيجابية المثمرة، بل أظهرت معها حالة من الاستمراء ترى في أي تغيير يهدف لإصلاح العملية التعليمية قرارات مجحفة بحق الطلبة بالرغم من مؤشرات الأداء للواقع التعليمي الذي ينبئنا بتدني المستوى الدراسي وأن الاستمرار بالعملية السابقة ستفرز لنا مخرجات غير مأمولة ولا يعوّل عليها مستقبلاً.
عليه نأمل من أولياء الأمور أن يجعلوا مصلحة أبنائهم فوق أي اعتبار وأن تربيتهم وتعليمهم العلم النافع أمانة يتقاسمها المحضنان (الأسرة – المدرسة) ونطلب من طلابنا أن يتكيّفوا وواقعهم الجديد والصحيح، وأن ينصبّ تركيزهم وجهدهم إلى استيعاب المحتوى التعليمي المهم، والابتعاد عن المشتّتات التي تقطع عليهم تركيزهم كالهواتف الذكية وألعابها، أو شتى أنواع المُلهيات الأخرى وينبغي على إداراتنا التعليمية ومعلماتنا الفضليات إدراك أن سنّة التدّرج لابد منها في تغيير أنماط معهودة وهذا يحتاج إلى خلق مناخ ملائم يزيل الرهبة من طلابنا تجاه الامتحانات ويحفّزهم على كتابة الأجوبة الصحيحة في كراريس الامتحانات ونفرح بنجاحهم.