صالون عمر الناميعاممقالات

لن تنسى سُراك

الشاعر: أ. خالد المغربي

دعاكَ من التعلّقِ ما دعاكَ

ولم تملكْ سواهُ لدى دُعاكَ

بروحكَ منه لوعاتُ اشتياق

ولم يُغنِ النحيبُ ولا بكاكَ

تَسِحُّ بعبرةٍ حرَّى كيمٍّ

ولو مدت بأخرى ما كفاكَ

وترجو أن تضمَّ من التنائي

خطا الأحباب علّك أو عساكَ

إلى مَن شوقُه شغلَ النوادي

وأطربَ بابتسامتهِ الأراكَ

وآنسَ جذعه الباكي جوارا

فلمّا يستطعْ عنه انفكاكَا

كأنَّ غداةَ بُعدكَ عنه باعًا

رأى لولا تلطفكَ الهلاكَ

فكيفَ بحالِ أحبابِ سقاهم،

إذا ظمأ يحاصرُهم، نداكَ

شفيعًا عند كوثرك المصفى

تقيهم حرَّ محشرِهم يداكَ

وكيفَ بمعشرٍ خشُنٍ تفانوا

ولم يرضوا لمسراك انتهاكا

فإنَّ أقلَّ أقلهم بأسا

يخوضُ بصدره العاري اشتباكا

كأنهمُ قدِ اقتنصُوا المنايا

إذِ اغتزلتْ بساحتِهم شِباكا

فما وهنوا غزاة في ابتغاء

ولا هابوا بدارهم اعتراكَا

وما ضرَّ الأشاوسَ أن يحابي

عدوَّهمُ خذولٌ كم تباكى

أليسوا الوارثين العزَّ دينا

وأسبابَ الشجاعة من عُراكَ

أولاء الظاهرون القاهرون

الأعادي السائرون على خُطاكَ

مُحالٌ يخذُلُ الرحمنُ جيلا

تربى في الجهاد على هُداكَ

علت تلك المهابةُ من حِماهُم

لأن القدْسَ لن تنسى سُراكَ

فربُّكَ ليلةَ المعراجِ منها

تؤمُ الأنبياءَ قدِ اصطفاكَ

أفاطمُ خبريهم جاءَ نورا

تهاوى كلُّ نجمٍ في هواكَ

وأشرقتِ الدياجي عنك تتلو

كريحانٍ مثانيَ من شذاكَ

فعلّم دهرَك المختالَ طه

عجيبَ الآي ما المولى حَباكَ

إمامَ المرسلين فدتك نفسي

ومَن أحببتُ يا سندي فِداكَ

صلاتي والسلامُ عليك تترى

متى ناداك حِبّ أو دعاكَ

إلهي كُن معيني في صلاتي

وذكرِكَ خالقي، مَن لي سواكَ؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى