اجتماعيةعامقضايامقالاتمقالات الرأيمقالات تربوية

معتقل العقيلة و مواقع لتواصل الاجتماعي

أ. فرج كريكش

أيام معتقل العقيلة لم تكن هناك مواقع للتواصل الاجتماعي ، وإلا لقرأنا تعليقات أجدادكم وهم يتّهمون عمر المختار ورفاقه (المحافظية ) بأنهم سبب معاناة الليبيين في المعتقل !

ولو وُجد (فيسبوك )يوم شنقِ واستشهاد عمر المختار ، لامتلأت صفحاته بالتحليلات الساخرة والاتهامات الجاهزة، تمامًا كما تمتلئ اليوم بتخوين من يقاوم أو يصبر أو يُساوم في سبيل بقاء جذوة النضال مشتعلة ، ولسمعنا مصطلحات من نوع( مستراح منه )بل و (طوبى لمن قتلهم وقتلوه)
ولقد وثق القرآن منذ أمد بعيد كل تعليقات المخلفين والمعوقين والمرجفين في المدينة والذين يلمزون المطوعين في الصدقات فلا تكاد تجد جديدا في أخلاق المنافقين سوى بعض التحديثات التقنية في أدوات في التملق والتطبيل
لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور وجعلوك تخجل من أن بلداً مثل الجزائر قدم مليون شهيدٍ في سبيل التخلص من حضارة فرنسا .

حين أعلنت حمـــاس موافقتها على ما سُمِّي بخطة ترامـب، دوّى في الفضاء العربي صراخ الشامتين.
قالوا: سقطت المقـاومــة!
لكنّهم نسوا أنّ التاريخ لا يُكتب في نشرات الأخبار، بل في صمت الغيب، حيث تعمل حكمة الله ببطءٍ لا تطيقه عيون العاجزين عن الصبر

قضى الله أن تكون الحديبية امتحان الإيمان بالغيب قبل الفتح
وغــزة اليوم تعيش امتحانها الخاص، في عالمٍ يتقن فنّ المتاجرة بالقضية.
لكنّ الله الذي فتح لنبيّه بعد الحديبية، لن يغلق أبواب السماء أمام مدينةٍ تتوضّأ بدم الشــهداء كل فجر

وكما أراد الأصحاب نصرا بقوة سواعدهم وأرادها الله فتحاً بحكمة الدعوة ،فلربما أرادها الله هدما لسردية أنفقت عليها صــــهاينة الزيف عشرات السنين ومالاً لبدا ، ولكن هذه الفلسفة بعيدة جدا على أنوف القاعدين الذين كره الله انبعاثهم وتعاطفهم ودعواتهم

كان زعماء الكــيان الغاصــب يمنّون النفس بنصرٍ ينتزعون فيه أسراهم رغم أنف المقــاومــة، وهم بين قتيلٍ وجريحٍ والأنفاق مهدومةٌ على رؤوسهم.
لكنّ ترتيب الله مختلف، وكيده متين.

﴿ما قَطَعتُم مِن لِينَةٍ أَو تَرَكتُموها قائِمَةً عَلى أُصولِها فَبِإِذنِ اللَّهِ وَلِيُخزِيَ الفاسِقينَ﴾

ومن يدري؟
قد يكتب القدر قريبًا نصرًا يقول فيه:

(وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسولِهِ مِنهُم فَما أَوجَفتُم عَلَيهِ مِن خَيلٍ وَلا رِكابٍ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَن يَشاءُ، وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ)

إنّ غـــزة ليست أول من صبر، ولن تكون آخر من يُبتلى فلا تلعنوا التدبير قبل أن يكتمل المشهد
(إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا )

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى