وفاة الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي أمين عام ندوة العلماء بلكناؤ- الهند
قال تعالى: [يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي] سورة الفجر 27-30.
وفاة الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي، الأمين العام لندوة العلماء بلكناؤ (الهند) –رحمه الله، الذي وافته المنية يوم 15 يناير 2025م.
الميلاد والنشأة:
وُلد الأستاذ جعفر مسعود الحسني في 13 سبتمبر 1960م، وترعرع في بيئة علمية وإسلامية ساهمت في تشكيل شخصيته العلمية والدعوية.
الدراسة:
بدأ تعلُّم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وأكمل تعليمه الثانوي قبل أن يلتحق بدار العلوم لندوة العلماء، حيث تعمق في اللغة العربية والدراسات الإسلامية.
حصل على شهادة العالمية، ثم شهادة التخصص في العلوم الشرعية، وتوج مسيرته الأكاديمية بنيل درجة الماجستير في اللغة العربية من جامعة لكناؤ. كما شارك في دورة تدريب المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض.
الأعمال والمسؤوليات:
بدأ مسيرته العملية بتدريس الحديث النبوي والأدب العربي في المدرسة العالية العرفانية التابعة لدار العلوم لندوة العلماء بلكناؤ. شغل منصب مدير تحرير صحيفة “الرائد” عام 2013م، ثم رئيس تحريرها عام 2019م. في عام 2021م عُيّن أمينًا عامًا للمجمع الإسلامي العلمي بندوة العلماء، وفي 2022م أصبح أمينًا عامًا لرابطة الأدب الإسلامي العالمية لشبه القارة الهندية.
وفي أبريل 2023م، تولى منصب الأمين العام لندوة العلماء بلكناؤ، كما عُيّن نائبًا أول لرئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسًا لمكتبها في شبه القارة الهندية في يونيو 2023م.
* ترجمته للكتب من الأوردية إلى العربية:
– “في مسيرة الحياة” (المجلد الثالث) للشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي.
– الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي: حياته ومنهجه في الدعوة” للشيخ محمد الثاني الحسني الندوي.
– الإمام المحدث محمد زكريا الكاندهلوي ومآثره العلمية” للشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي.
* تأليفه للكتب بالأوردية والعربية:
– “أخي العزيز” (باللغة العربية).
– “خواطر” (باللغة العربية).
– “دعوت فكر ونظر” (دعوة للتأمل والتفكير).
– “بصائر” للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي (نقلها من العربية إلى الأردية).
كما كان رحمه الله يكتب منذ وقت مبكر بحوثًا ومقالات أدبية وفكرية وتاريخية باللغتين الأردية والعربية، نُشرت في صحيفة “الرائد” ومجلات أخرى مثل “تعمير حيات”.
فقيد العلم والفكر
لقد كان الفقيد -رحمه الله- قامة علمية وفكرية شامخة، ترك بصمات خالدة في ميادين العلم والأدب، جمع بين عمق الفهم وسلاسة التعبير، فكان عالمًا متبحرًا، وكاتبًا ملهمًا، ومحاضرًا متمكنًا، لم يدخر جهدًا في نشر العلم وخدمة قضايا الأمة، فأسهم بعلمه وفكره في إيقاظ الوعي وبناء الأجيال، من خلال مؤلفاته الثرية، ومقالاته الهادفة، ومحاضراته التي أشعلت في النفوس شعلة الإبداع والمعرفة.
نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. كما نسأله تعالى أن يلهم أهله، وذويه، ومحبيه الصبر، والسلوان.
﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾