ينابيع الحسن
ينابيع الحسن
أ. خالد المغربي
قطعْتُ الفيَافِي الحاجِبَاتِ بهمّتِي
وحدَّثْتُ كالصبيانِ عنكَ بعَبرَةِ
أُلاقِي هُمومَ المُبْعدِينَ وأيُّما
عزيزٍ سينْأى عَنْ ديارِ الأَحِبَّةِ
فإنِّي ككعْبٍ لَمْ تَبِنْهُ سُعَادُهُ
وَمَتْبُولةٌ مِن بَيْنِها عنْكَ مُهْجَتِي
أُقلِّبُ رُوحِي فِي ينابيعِ حُسْنِكُم
لَعَلِّي إِنِ اسْتَوْحَيْتُ وَافيْتُ بُرْدتِي
أَلا فَاسْقِنِي مِنْكَ البَراعَةَ مُفْحِمًا
وُجُوهَ القوافِي وَاحْلُلَن لِّيَ عُقْدَتِي
فما ظَلَّ يَوْمًا عنْ جِوارِكَ قاصِدٌ
قَدِ اشْتَاقَ إلا عادَ مِنْكَ بحُلّةِ
تَعُودُ الدُّنَا لَمَّا اسْتَبَدَّ شِتاؤُها
ربيعًا عَلَتْ أنْوارُهُ كُلَّ ظُلْمةِ
فكُونِي سَلامًا إنّهُ لَمُحمَّدٌ
صَفِيُّ الإلهِ النورُ خَيْرُ البريَّةِ
كَأنَّ الجِبالَ المُرْهفاتِ تَصَدَّعتْ
إذا مَا تلَوْتَ الليْلَ أوَّلَ سُورَةِ
وألْقَتْ عليكَ الهامِدَاتُ سَلامَها
إذا مِنْكَ أَجْرَى دمْعَها حُزْنُ آيَةِ
ففِي كُلِّ نَادٍ مِنْ سَنَاكَ تِلاوةٌ
تُداوي متَى ما صادَفَتْ قلْبَ مُنصِتِ
فلا جَفْوَةٌ مُذْ جِئْتَ يثْرِبَ دَاعيًا
فأكْرِمْ بها، أكْرِمْ بدارِ السلامةِ
وكَيْفَ يُجافِي مَنْ لَهُ كنْتَ مُرشدًا
فآمَنَ بالْأخْلاقِ مِثْلَ النُبُوءَةِ
مُتَمِّمُهَا بعدَ النبيئِينَ خاتِمٌ
بأعْظَمِ تِبْيانٍ نَصِيعِ المَحَجَّةِ
فحَدِّثْ بِهِ عنْهُ الزّمانَ وعَطِّرَنْ
جلابيبَهُ؛ حَدِّثْ بأَسْبَغِ نِعْمةِ
فلولاهُ مَا جُبْنَا المَدائنَ رحْمَةً
ولولاهُ مَا كُنَّا دُعَاةَ الخِلافةِ
ولولاهُ ما فَكَّ الرقابَ مُصَدِّقٌ
ولا جاورَ الذمِّيُّ أهلَ الشريعةِ
عليْكَ صَلاةُ اللهِ مَا حَنَّ خافِقٌ
إليْكَ ومَا شُدَّتْ مَطايَا لِطيْبةِ
عليكَ سَلامٌ صَادِقٌ ومُعطَّرٌ
رَسُولَ التُّقَى الهادِي، إمامَ الشفاعَةِ
صَلاةً سَلامًا دائميْنِ كحُبِّكُمْ
وآلِكَ والصَّحْبِ الكِرامِ الأَيِمَّةِ