✍️: لا يصمد في المرحلة القادمة إلا ذوو العقيدة الصلبة

✍️: د. إريس أوهانا
أمام العدوان السافر للكيان المجرم، وإصراره على تنزيل مخططاته في تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وفي تحد لكل المواثيق والأعراف من جهة، وأمام الهوان الصارخ للعالم العربي والإسلامي، واستمرار العمالة والخذلان للأنظمة العربية الوظيفية من جهة أخرى؛ سنكون في قادم الزمن أمام سيناريوهين اثنين، وإن كان المآل الأخير واحدا وهو هلاك وزوال دولة الاحتلال:
السيناريو الأول: تمكن الكيان من اجتياح غزة وضم الضفة وتهويد الأقصى، وانتقاله لاحتلال الدول المجاورة والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط. ويؤيد هذا السيناريو تخاذل الدول العربية والإسلامية، بل مشاركة بعضها للكيان في عدوانه وسعيه للقضاء على المقاومة بالجنود والعتاد والمؤونة والمكائد. وورود نفاذ قدرة أهل غزة مدنيين ومقاومين على الصمود في ظل الحصار الخانق والتجويع المستمر، وسياسة الأرض المحروقة المتبعة من طرف الجيش الصهيوني جوا وبحرا وبرا.
كما يؤيد هذا السيناريو إفضاؤه إلى إهلاك الدول العربية العميلة والمنافقة، جراء الخبث المتكاثر فيها: “أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث”، فسنة الإهلاك وسنة الاستبدال تمران عبر هذا السيناريو الأليم، جزاء وفاقا.
ولن يصمد في ظل هذا السيناريو؛ لما فيه من الآلام والفتن والشدائد التي تنفطر لها القلوب وتتقطع لها الأكباد، وحتى في ظل السيناريو الذي بعده إلا ذوي العقيدة الصلبة الثابتة، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم.
السيناريو الثاني: أن الله سبحانه وتعالى سيتدخل بما شاء وكيف شاء ومتى شاء؛ لينصر المقاومة المستضعفة المحاصرة التي أسلمها المسلمون لأعدائها الصهاينة والغربيين ليبيدوها عن بكرة أبيها؛ ما دامت قد بذلت كل ما تستطيع في سبيل رد العدوان وجهاد المحتل، معتصمة بالله وحده، ومتوكلة عليه وحده.
ستتدخل القدرة الإلهية بما لم يخطر على بال أحد؛ لتشفي صدور من لم يرتقوا شهداء، ولتجعلهم الأعلون، ولتفل شوكة المعتدين المستكبرين، وتلقي الحسرة والكمد في قلوب العرب (الخرب) المنافقين؛ أن لم يقض الصهاينة على (الإخوان المسلمين) كما يسمونهم، ويضيفون إليهم على هوى أسيادهم الصهيوصليبيين -زورا وبهتانا- نعت (الإرهابيين)!!
بالحسابات المادية الأرضية البشرية؛ فإن السيناريو الأول هو الأقرب، وبالحسابات الغيبية السماوية الربانية فإن الله تعالى قادر على حماية تلك العصبة المؤمنة الصادقة من الدمار الشامل، وقادر على الانتقام من العصابة المجرمة الطاغية بما لم يتوقعه أحد، إلا أن يشاء الله بحكمته المطلقة استضافة السواعد المتوضئة والقلوب المؤمنة الصادقة من أهل غزة المجاهدين الثابتين على الحق في جناته، أحياء عنده يرزقون وينعمون، ويخلي بين الصهاينة اليهود وبين الصهاينة العرب؛ كي يحتلوا أراضيهم- كما سمحوا لهم باحتلال فلسطين- ويذيقونهم شتى أنواع العذاب والإذلال والتنكيل والتقتيل، فتسقط عروشهم وكراسيهم، وتفنى دولهم، ويستبدلهم الله برجال الله، الذين على أيديهم سيهلك الصهاينة إهلاكا، وسيكنسون من الأرض المقدسة المباركة إلى غير رجعة.
ومن قلبي أرجو من الله تعالى أن يتحقق السيناريو الثاني – وإن كان الأول واردا أيضا- حتى لا يطول ألمنا وحسرتنا، وتضيق بنا صدورنا كمدا على استطالة العدوان، وقهر الصهاينة والأمريكان، واكتساحهم لمناطق “عريبان”، رمز الجبن والنذالة والدناءة والعمالة والخيانة والخذلان في هذا الزمان !!
فاللهم اكفنا ما أهمنا بما شئت وكيف شئت، ولا تواخذنا بطريقة السفهاء والمنافقين منا، فإنا نبرأ منهم إليك.