قضايامقالات تربويةمقالات فكرية

الفرقة الناجیة..!!

الدكتور یونس عمر ملال

التقیت یوما في الحرم بشاب یرید تصنیف المسلمین إلى ناج وھالك، واستغربت حرصه على إھلاك طرف عریض من أمة محمد صلى الله علیه وسلم، ونجاة حفنة قلیلة..!! فنصحته بترك ھذا التنطع، وقلت: إن رحمة الله أوسع من عذابه، وحسن الظن بالمسلمین أولى من ضده، فضاق بي ذرعا وقال: ألا تعرف حدیث الفرقة الناجیة؟ فقلت له: بل أعرف حدیث الآیة المنجیة..!!
ورأیت علامات الاستغراب ترتسم على جبینه فتلوت علیه قول الله تعالى: “ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ..” ثم قلت: أھل التفسیر مطبقون على أن “المصطفین” في قول الله “الذین اصطفینا” ھم أمة محمد صلى الله علیه وسلم جمیعا، وسواء كانوا من الظالمین لأنفسھم أو من المقتصدین أو من السابقین، فالله تعالى وعد الكل بـ “جنات عدن یدخلونھا”..!!
أما جھنم فلیس الخلود فیھا لأھل القبلة بل لمن كفر بالله أو مات على الشرك الأكبر دون أن یحدث توبة..!!
ولا نرى بتكفير إلا من أجمع المسلمون على كفرهم كفرا بواحا ليس لهم فيه من الله برھان..!! باستثناء بعض الفرق الشاذة التي ترى غير ذلك. وغایة ما ھنالك أن الفرق ضلل بعضھا بعضا وفسق بعضھا بعضا وكل ھذا لا یخرجھم عن المرتبة الدنیا كونھم ظالمين لأنفسھم في الحد الأقصى ..!!
فھلا فتحت باب الرجاء للمسلمین بالبحث في “حدیث” الآیة المنجیة بدل زرع الشقاق والقنوط بفھم سقیم لحدیث الفرقة الناجیة. .!!
وتركته خلفي فاغرا فاه لا أدري أحفظ عني أم ضیع؟! .. فاللھم اھدِ شباب المسلمین واجمع شملھم ووحد كلمتھم على كتابك العظیم وسنة نبیك الكریم..آمین

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى