عاممقالاتمقالات تربويةمقالات فكرية

اشتاط فرعون غضبا ، ومنطقا عند البعض

أ. فرج كريكش

(قالَ : آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم !؟ )

إنه يطلب منهم إذناً من ولي الأمر قبل أن يؤمنوا بما جاء به موسى حفاظا على استقرار البلاد وخوفا على دينهم من التغيير والانحراف

( إِنّي أَخافُ أَن يُبَدِّلَ دينَكُم أَو أَن يُظهِرَ فِي الأَرضِ الفَسادَ !! )

في الحقيقة أن منطق إيثار الاستقرار في الحظيرة على حساب الحرية والعدل ليس منطق الدجاج فحسب بل هو منطق كل الأقوام التي قاومت الرسل والمصلحين والمجددين

( قالوا: أَجِئتَنا لِنَعبُدَ اللَّهَ وَحدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعبُدُ آباؤُنا )؟

( قالوا: أَجِئتَنا لِتَلفِتَنا عَمّا وَجَدنا عَلَيهِ آباءَنا وَتَكونَ لَكُمَا الكِبرِياءُ فِي الأَرضِ ) ؟

( قالوا : أَجِئتَنا لِتَأفِكَنا عَن آلِهَتِنا فَأتِنا بِما تَعِدُنا )
و أنا لم أجد جواباً يشف غليلي على مثل الإعتراض على الحالة السورية في الخروج على الحاكم كجواب موسى عليه السلام لفرعون الذي يمن عليه وعلى بني اسرائيل بالاستقرار
قال : وهل هذه نعمة تمنها عليّ وعلى بني إسرائيل أن جعلتهم عبيدا لك ؟

( وَتِلكَ نِعمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَن عَبَّدتَ بَني إِسرائيلَ ) ؟

قال لي صديقي معترضا : وكأنك تلوّح إلى بعض التيارات الدينية التي تضخم من جريرة الخروج على الحاكم ولو كان ظالما
وفي هذا التلويح ظلم كبير لها لأنها لا تقصد الخروج على طاغوت مثل فرعون ولكنها تقصد الخروج على الحاكم المسلم !!
قلت : يا رجل أنهم استنكروا الخروج ضد الحاكم اليهــــودي في تلك الأصبوحة المباركة في السابع من أكتوبر
وأي استقرار ذاك الذي تخشى على ضياعه في دمشق ؟
أنا لم أقرأ في القرآن تعبيرا يقدس حالة الاستقرار على حساب الانتصار للحق والمنطق والايمان إلا قوله تعالى ( وَتَوَدّونَ أَنَّ غَيرَ ذاتِ الشَّوكَةِ تَكونُ لَكُم )
فمن يقطع بإذن الله دابر الكافرين إذاً؟

أرادها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام عملية محدودة تستهدف عير أبي سفيان وأرادها الله غزوة بدر الكبرى ، فكم في السابع من أكتــوبـر وما بعده من عظات فافهم إن شئت أن تفهم وإلا فاصمت قليلا لتتعلم كيف يؤرخون

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى